شرح الإشارات والتنبیهات

نصیر الدین محمد ابن محمد بن الحسن الطوسی‏

جلد 2 -صفحه : 427/ 297
نمايش فراداده

تصدر عنها مع جميع ما تقدم الأفعالالحيوانية أيضا فتصدر عنها تلك الأفعالأيضا فيتم البدن و يتكامل إلى أن يصيرمستعدا لقبول نفس ناطقة أو يصدر عنها معجميع ما تقدم النطق و تبقى مدبرة في البدنإلى أن يحل الأجل و قد شبهوا تلك القوى فيأحوالها من مبدإ حدوثها إلى استكمالهانفسا مجردة بحرارة تحدث في فحم من نارمشتعلة تجاوره ثم تشتد فإن الفحم بتلكالحرارة يستعد لأن يتجمر و بالتجمر يستعدلأن يشتعل نارا شبيهة بالنار المجاورةفمبدأ الحرارة النارية الحادثة في الفحمكتلك الصورة الحافظة و اشتدادها كمبدإالأفعال النباتية و تجمرها كمبدإ الأفعالالحيوانية و اشتعالها نارا كالناطقة وظاهر أن كل ما يتأخر يصدر عنه مثل ما يصدرعن المتقدم و زيادة فجميع هذه القوى كشي‏ءواحد متوجه من حد ما من النقصان إلى حد مامن الكمال و اسم النفس واقع منها علىالثلاث الأخيرة فهي على اختلاف مراتبهانفس لبدن المولود و تبين من ذلك أن الجامعللأجزاء الغذائية الواقعة في المنيين هونفس الأبوين و هو غير حافظها و الجامعللأجزاء المضافة إليها إلى أن يتم البدن وإلى آخر العمر و الحافظ للمزاج هو نفسالمولود و قول الشيخ إنهما واحد بهذاالاعتبار و قوله إن الجامع غير الحافظبالاعتبار الأول و بالجملة فالغرض هاهناعلى التقديرين أعني أن يكون الجامع والحافظ شيئين أو شيئا واحدا حاصل لأنالمزاج محتاج إلى شي‏ء آخر هو النفس سواءكانت نفس ذلك البدن أو نفسا أخرى

(6) إشارة

(فهذا الجوهر فيك واحد بل هو أنت عندالتحقيق) يريد بيان أن الجوهر الذي أثبتهفي الفصل المتقدم بالحركة و الإدراك و حفظالمزاج هو شي‏ء واحد بعينه و هو تلك الذاتالمدركة لنفسها المذكورة في