شرح الإشارات والتنبیهات

نصیر الدین محمد ابن محمد بن الحسن الطوسی‏

جلد 2 -صفحه : 427/ 369
نمايش فراداده

(قوله و أما الصور الحسية و الخياليةفيفتقر ملاحظة النفس أجزاء لها جزئيةمتباينة الوضع مقارنة لهيئات غريبة ماديةإلى أن يكون رسمها و رشمها في ذي وضع و قبولانقسام) أقول لما فرغ من بيان امتناع حلولالصورة المعقولة في الجسم و ما يتبعه بينوجوب حلول الصورة الحسية و الخيالية فيهليتم الفرق بينهما و ذلك لأنا إذا أحسسنابوجه إنسان مثلا أو تخيلناه فلا بد من أنيلاحظ النفس أجزاء له متباينة الوضعمقارنة لهيئة غريبة مادية كالعين و الأنفو الفم فإن صورة العين اليمنى تدرك في مادةو جهة لم تحل اليسرى فيها و كذلك اليسرىفيهما متباينان بالوضع و أيضا كونهما علىبعد مخصوص بينهما و كون أحدهما في جهة منالآخر غير جهة الأنف هيئات غريبة ماديةتقارنها و تلك الملاحظة تفتقر إلى أن يكونرسمها الجسمي و رشمها الخيالي في ذي وضع وقبول انقسام أي في شي‏ء مادي و الرسم هوالأثر اللاصق بالأرض و هو بالمحسوس أولىلأن الحس إنما يجد أثر الشي‏ء و الرشم هوالختم أعني إحداث النقش أي يحصل منالطبائع في الشي‏ء الذي طبع عليه و لذلكيسمى اللوح الذي يختم به البيادر رشما و هوبالخيالي أولى لأن صورها منطبعة فيالخيالي من طابع هو المدرك بالحس و في قولالشيخ ملاحظة النفس الصور