شرح الإشارات والتنبیهات

نصیر الدین محمد ابن محمد بن الحسن الطوسی‏

جلد 2 -صفحه : 427/ 375
نمايش فراداده

بأن العقول المفارقة ليس فيها شي‏ءبالقوة على ما سيأتي فهي إنما يعقل بالفعلقال و كان من الواجب أن يقول فإنه يمكن أنيعقله بالإمكان العام ليكون متناولا لها وللنفوس الإنسانية أقول الإمكان العام يقععلى الإمكانات البعيدة حتى على دائم العدممن غير ضرورة فلذلك لم يعبر به الشيخ عنالمقصود في هذا الموضع و عبر بالقوةالقريبة التي مر ذكرها و المراد أن تعقلالشي‏ء يشتمل على تعقل صدور ذلك التعقل منالمتعقل بالقوة القريبة فالمشتمل علىالقوة هو التعقل لا المتعقل و كون المتعقلبحيث يجب أن يكون له بالفعل ما يكون لغيرهبالقوة لسبب يرجع إلى ذاته لا ينافي ذلكفهذه صغرى القياس و قال الفاضل الشارح إنهبديهي و أما كبرى القياس فيدل عليها قوله وذلك عقل منه لذاته يعني تعقله لكون ذاتهعاقلة لذلك الشي‏ء تعقل منه لذاته بوجهفإن العلم بالتصديق علم بتصور الموضوع لستأقول هو علم بتصور الموضوع فقط بل هو علمبتصور المحمول و علم بارتباطهما و أماالنتيجة فقوله فكل ما يعقل شيئا فله أنيعقل ذاته و صورة القياس هكذا كل شي‏ءيعقل شيئا فله أن يعقل متى شاء كون ذاتهعاقلا لذلك و كل ما له أن يعقل كون ذاتهعاقلا لشي‏ء فله أن يعقل ذاته فكل شي‏ءيعقل شيئا فله أن يعقل ذاته (قوله و كل مايعقل فمن شأن ماهيته أن يقارن معقولا آخر ولذلك يعقل أيضا مع غيره و إنما تعقله القوةالعاقلة بالمقارنة لا محالة) أقول يريد أنيبين أن كل معقول فهو عاقل بالإمكان بشرطسيذكره فذكر أولا أن كل معقول فمن شأنماهيته أن يقارن معقولا آخر و يبينه منوجهين