شرح الإشارات والتنبیهات

نصیر الدین محمد ابن محمد بن الحسن الطوسی‏

جلد 2 -صفحه : 427/ 384
نمايش فراداده

بل أمثالها إنما يقارنها معان معقولةترتسم بها لا هي بل القابل لهما جميعا فليسأحدهما أولى بأن يكون مرتسما في الآخر منالآخر به و مقارنتهما غير مقارنة الصورة والمتصور و أما وجودها في الخارج فمادي لكنالمعنى الذي كلامنا فيه جوهر مستقل بقوامهعلى حسب ما فرضناه إذا قارنه معنى معقولكان له بالإمكان جعله متصورا) أقول والجواب أن تلك الصور لما لم تكن في العقلمستقلة بقوامها قابلة لغيرها من المعانيالمعقولة لم تكن المعقولات حاصلة فيها بلكانت حاصلة معها في شي‏ء آخر و ليس واحد منالصورتين الحاصلتين في شي‏ء واحد بقبولالآخر أولى من الآخر بقبوله فلو كان كلواحد منهما قابلا للآخر لكان كل واحدمنهما قابلا لنفسه و هو محال و لما لم يكنواحد منهما قابلا للآخر فلا واحد منهمابحاصل في الآخر و التعقل هو حصول المعقولفي العاقل فإذن لا واحد منهما بعاقل للآخربل العاقل لهما هو الشي‏ء المتصور بهمالأنهما حاصلان فيها و أما وجود تلك الصورفي خارج العقل فمادي غير مجرد و المادةمانعة من كونها معقولة فضلا عن كونهاعاقلة فإذن لا يمكن أن تكون تلك الصورعاقلة في حال من الأحوال لكن المعنى الذيكلامنا فيه أي الشي‏ء العاقل هو جوهرمستقل بقوامه على حسب ما فرضناه