شرح الإشارات والتنبیهات

نصیر الدین محمد ابن محمد بن الحسن الطوسی‏

جلد 2 -صفحه : 427/ 407
نمايش فراداده

أقول يريد بيان أن نفس الفلك التي تصدرعنها الحركة المستديرة ذات إرادة عقليةكالنفوس الإنسانية و إنما خص الجسم الأولبالذكر لأنه في النمط الثاني أقام البرهانعلى وجوده و على كونه ذا حركة مستديرة وعلى امتناع سائر أنواع الحركات عليه أو لميتعرض لسائر الأفلاك فنقول إن الحركة لايمكن أن تقتضيها لذاتها محرك قار الذاتبحسب طبيعة أو إرادة أو غير ذلك لأن مقتضىالشي‏ء يدوم بدوامه و ما لا قرار له فيذاته لا يمكن أن يدوم بدوام شي‏ء له قرارفالمحرك القار إنما يقتضيها لا لذاتها بللشي‏ء آخر يتحصل بها فيكون ما يقتضيهلذاته ذلك المحرك هو ذلك الشي‏ء لا الحركةفإذن الحركة ليست من الكمالات المطلوبةلذاتها و قولهم في تعريف الحركة إنها كمالمبدإ أول لما بالقوة من حيث هو بالقوة لايناقض ما ذكرناه لأن معنى كماليتهاالمنسوبة إلى الأول هو تأديها إلى كمالثان فهو أيضا دال على كونها غير مطلوبةلذاتها و لما تقرر هذا فنقول قد ذكرنا أنالإرادة إما حسية و إما عقلية و الحركةليست من الكمالات المطلوبة لذاتها لا بحسبالحس و لا بحسب العقل فإذن حركة الجسمالأول بالإرادة ليست لنفس الحركة (قوله وليس الأولى لها إلا الوضع و ليس بمعينموجود بل فرضي و لا بمعين فرضي تقف عنده بلمعين كلي فتلك إرادة عقلية) أقول غايةالحركة إما أين معين أو وضع معين أو كيف أوكم كذلك و الإرادة إنما تطلب شيئا يكونحصوله أولى لها من لا حصوله و لما كانتأصناف الحركات ممتنعة على الجسم الأول إلاالوضعية على ما ذكرنا في النمط الثانيفليس الأولى لإرادته إلا الوضع المعينالذي يطلبه بالحركة و المطلوب يمتنع أنيكون حاصلا للطالب حال كونه طالبا فإذنالوضع المعين الذي تطلبه تلك الإرادة ليسبمعين موجود بل معين مفروض تفرضه الإرادةو يتجه إليه بالحركة و التعيين لا ينافيالكلية