لوكانت متعدّدة، خاصّةً بعد أن اتّسعتجغرافية الإسلام إثر الفتوحات الإسلاميةالضخمة الّتي امتدت إلى أقاصي بلدانالعالم.
ومع ذلك كلّه، فإنَّ رعاية الاحتياطبملاحظة النظرية المشهورة، يمليالاستفاضة بالمزيد من عطايا شهر رمضانوبركاته.
لكن يالها من سعادة غامرة ينعم بها اُولئكالنفر ممّن لا يحتاج إلى مثل هذا الكلام فيتحديد ليلة القدر ومعرفتها، فاُولئكيشاهدون حقائق هذه اللَّيلة ونزولالملائكة والروح ببصيرة القلوب، وهم منثَمَّ ينغمرون بجلال هذه اللَّيلةوينعمون ببركاتها وهباتها على أفضل مايُرجى، على أنَّ هذه النعمة الّتي يحظىبها هؤلاء لاتقف عند حدود ليلة القدر، بلتتخطّى ذلك إلى تحديد أوّل الشهر أيضاً مندون حاجة إلى الاستهلال وإلى شهادة الشهودوإلى استعمال الأجهزة العلمية. إنّ الفقيهالعارف الجليل السيّد ابن طاووسقدس سرهيصف هذه الحالة بقوله:
«اعلم أنّ تعريف اللَّه -جلّ جلاله لعبادهبشيء من مراده فإنّه لا ينحصر بمجرّدالعقل جميع أسبابه، ولايدرك بعين الشرعتفصيل أبوابه؛ لأنّ اللَّه -جلّ جلالهقادر لذاته، فهو قادر على أن يعرِّف عبادهمهما شاء ومتى شاء بحسب إرادته، وأعرف علىاليقين من يعرف أوائل الشهور وإن لميكنناظراً إلى الهلال،ولا حضر عنده أحدمنالمشاهدين، ولا يعمل على شيء ممّاتقدَّم منالروايات،ولا بقول منجّمولاباستخارة، ولابقول أهل العدد، ولا فيالمنام، بل هو من فضل ربّ العالمين الّذيوهبه نور الألبابمن غير سؤال،وألهمهالعلم بالبديهيّات من غير طلب لتلك الحال،ولكن هو مكلَّف بذلك وحدَه على اليقين حيثعلم به على التعيين». (158)
يبدو أنَّ الإشارة في النصّ هي إلى شخصالسيّد ابن طاووس نفسه، بيد أنّه امتنع عنالتصريح نأياً عن امتداح النفس والثناءعليها.