وَفقاً للمبنى الّذي تستند إليه هذهالنظرية، فإنّ ليلة القدر واحدة في جميعالمناطق والأقاليم والبلدان.3.تفيد النظرية الثالثة إلى أنَّ ليلةالقدر عبارة عن دورة كاملة للَّيل في كلّالكرة الأرضية، وحينئذٍ ليس هناك فرق بينتساوي بداية الشهور القمرية في جميعالأقاليم والمناطق وبين اختلافها فيها.توضيح ذلك: «أنَّ اللَّيل عبارة عن ظلّنصف الكرة الأرضية الساقط على النصفالآخر، ونحن نعرف أنَّ هذا الظلّ في حركةتبعاً لدوران الأرض، بحيث تتمّ دورتهالكاملة خلال أربع وعشرين ساعةً، على هذاالأساس يمكن لليلة القدر أن تكون عبارة عندورة ليليّة كاملة حول الأرض، بمعنى أنَّأربعاً وعشرين ساعةً من الظلام الّذي يغطيجميع نقاط الأرض تمثّل ليلة القدر، الّتيتبتدأ من نقطة معيّنة وتنتهي في نقطةاُخرى» (157).على هذا الضوء، يبدو من غير الصحيح فصلحكم ليلة القدر عن حكم اليوم الأوّل منالشهر، فلو قبلنا استدلال النظريةالثالثة، واعتبرنا ليلة القدر أربعاًوعشرين ساعةً فيمكن أن نتعامل بالطريقةذاتها مع اليوم الأوّل ونعدّه واحداً فيجميع المناطق وفي الأقاليم كافّة، خاصّةًوأنَّ إطلاقات الروايات ستكون مؤيّدةلذلك، وحينئذٍ ستتوحّد هذه النظرية معالنظرية الثانية.أجل، نحن نعتقد أنَّ النظرية الثانيةأقرب إلى ظواهر القرآن والحديث وإلى مقتضىالعقل والاعتبار، على أنَّ هاهنا نقطةتضاف إلى كلّ الاستدلالات المذكورةلتحديد ليلة القدر وبيان وحدتها، تتمثّلبموقف أهل البيت عليهم السلام، فمقتضىالأهمية الاستثنائية الّتي تحظى بها ليلةالقدر كانت تملي تنبيه أهل البيت عليهمالسلام لتعدّدها