ذلك الأدلّة القطعية الّتي تفيد إجابةالدعاء طوال السنة خاصّةً في عرفات، وفيالمشاهد المشرّفة، فلا يمكن عندئذٍ قبولظاهر بعض الروايات الّتي تنصّ على أنَّمقدّرات ليلة القدر لا ينالها التحوّلوالتغيير (134).
ب بداية سنة التقدير
أوضحنا في مدخل الكتاب أنَّ بدايةالسَّنة تختلف تبعاً لتعدد الاعتبارات،ومن ثَمَّ فإنَّ الروايات الّتي تنصّ علىأنَّ ليلة القدر هي أوّل السَّنة ورأسهاعلى ما ذكرنا بعضها في المتن، إنّما جاءتباعتبار سنة تقدير اُمور الناس وتدبيرشؤونهم وما يحصل لهم وما يكون، وهي بهذهالمثابة أو الاعتبار آخر السَّنة أيضاً،أي آخر السَّنة المقدَّرة الّتي مضت،وأوّل السَّنة المقدّرة الجديدة.
ج اختصاصها بولاة الأمر
الخصيصة الثالثة الّتي تحفّ ليلة القدر،أنَّ اللَّه سبحانه يُطلع في هذه الليلةأكمل الناس وأفضل بني آدم وأسماهم علىصورة تقديره وحكمه ومسار تدبيره للعباد.
فنجد في تفسير القميِّ في ذيل الآيةالكريمة: «تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُوَالرُّوحُ فِيهَا» مانصّه:
«تَنَزَّلُ المَلائِكةُ وروحُ القُدُسِعَلى إمامِ الزَّمانِ، ويَدفَعونَإلَيهِ ما قَد كَتَبوهُ مِن هذِهِالاُمورِ». (135)
هذه العملية وإن كانت لا تنسب إلى المعصومصراحةً، إلّا أنّها تعدّ حصيلة لمدلولاتما جاء من روايات في هذا الباب، وعندئذٍيمكن القول: إنَّ من خصائص ليلة القدراختصاصها بالإمام المهدي -عجل اللَّهتعالى فرجه، ممّا يعني أنَّ التوسل بهعليه السلام في هذه الليلة خاصّة له دورهالنافذ في تيسير اُمور الإنسان وفتحالآفاق أمامه، لما يؤدّي إلى تغيير مصيرهباتجاه تحقيق المزيد من المكاسب لسنتهالجديدة.