نور العلم ودوامه (163)، من هذا المنطلق لاتهدف الأحاديث الّتي ترجّح العلم علىالعبادات تضعيف العبادة أو إنكار دورهاالإيجابي الفاعل الّذي تقوم به إلى جوارالعلم، وإنّما تبتغي التركيز على تقارنالعبادة مع العلم وأنّهما توأمان، ومنثَمَّ فهي تأتي في سياق التحذير منالعبادة الجاهلة الّتي لا يسندها العلم،فمثل هذه العبادة لا قيمة لها، ليس ذلكوحسب، بل هي منشأ للخطر أيضاً.
ج سيرة أهل البيت
دراسة السيرة العملية لأهل البيت عليهمالسلام في ليلة القدر، وتأمّل اهتمامهمالفائق بالعبادة والذكر في اللّيالىالتّاسعة عشرة والحادية والعشرينوالثّالثة والعشرين وملاحظة التعاليمالّتي عرضوها، والوصايا الّتي تركوها منأجل تحقيق أقصى حالات الانتفاع من هذهاللَّيالي؛ كلّها عوامل تدلل بوضوح علىضرورة إحياء هذه اللَّيالي في التّوجّهإلى العبادة والتّضرّع والذكر والأنسباللَّه سبحانه، ما خلا بعض المواردالاستثنائية.على أنَّ هذا لا يعني تعذّر تخصيص جزء منليلة القدر للتأليف (164)، أو تبيين المعارفوالعلوم لما يؤدّي إلى رقي المستوىالمعرفي والعلمي للناس، إنّما المقصود هوالتنبيه لعدم الغفلة عن بركات الأنس معاللَّه والانغمار في لذّة التّضرّع بينيديه سبحانه، بذريعة الاستناد إلى رواياتترجيح العلم على العبادة.