منالحرام.
على أنَّ النقطة الّتي تبرز على هذاالصعيد، أنَّ الإسلام أخذ الحيطة لمعالجةهذه الشبهات ودبّر طريقاً للخروج منربقتها، متمثّلاً بإخراج خمس المالالمشتبه عن هذا الطريق، بمقدور الصائم أنيتخلّص من مشكلة الأطعمة المشتبهة الّتييتناولها ويطعم منها ضيوفه خاصّةً،ويطهّرها ممّا يلابسها من شبهات، لكييصفوَ له صيام شهر رمضان المبارك وينعمبعطاياه المعنوية أكثر.
دوافع تناول الطعام والشراب
إنَّ طبيعة الدافع الّذي يصدر منه الصائمفي تناول الطعام والشراب في وقتَي الإفطاروالسحر، له تأثيره في بلوغ كمال الانتفاعمن بركات الصوم. لقد جاء في أحد وصاياالنَّبي صلّى الله عليه وآله إلىالصحابي الجليل أبي ذرّ الغفاري، قوله:
«يا أبا ذَرٍّ لِيَكُن لَكَ في كُلِّشَيءٍ نِيَّةٌ صالِحَةٌ حَتَّى الأَكلِوَالنَّومِ». (225)
ثَمَّ فرق ولا ريب بين الصائم الّذييتناول السحور والإفطار بباعث الجوعوالعطش وحسب، وبين من يتناولهما بقصدالقربة ورضا اللَّه سبحانه، فالحالةالنورية الوضّاءة لصوم الصائم الّذيتناول الطعام فيه بباعث القربة الإلهية،لا يقارن مطلقاً بالصوم الّذي يتمّ تناولالطعام فيه والتقوّي عليه بباعث حيوانيوبمحض الشهوة، بديهي أنَّ الدافع الإلهيفي هذه الممارسة، الّتي يقول فيها الصائم:إنّني أتناول الطعام قربةً إلى اللَّه،يحتاج تحقّقها إلى مقدّمات تتجاوب مع هذهالممارسة ولوازم تقترن معها، منها أنيتناسب الطعام في النّوعيّة والمقدار معحاجة البدن.
على ضوء ما مرَّ من المقدّمات والإيضاحاتيمكن تكثيف خلاصة الكلام في باب إصلاحالطعام، بسعي الصائم الالتزام بثلاثةاُمور تقود رعايتها للانغمار بهذه