معنى ضيافة اللَّه
في طليعة الأسئلة الّتي تحفّ بهذهالخصيصة البارزة، ما يرتبط بمعنى ضيافةاللَّه سبحانه لأحبّائه في شهر رمضان وماالمقصود من ذلك؟ أليس الناس جميعاً وفيالأوقات كلّها هُم ضيوف اللَّه ونازلين فيرحابه؟فضلاً عن أنّ قوام الضيافة هي بالطعاموالشراب الّذي يهيّئه صاحب الضيافةللضيف، فما عساها أن تكون هذه الضيافةالّتي يأتي الامتناع عن تناول الطعاموالشراب في أوّل شروطها؟!يأتي الجواب على هذه الأسئلة من واقعتحليل حقيقة الإنسان ومعرفة مكوّناته،فالإنسان في الرؤية الإسلامية مركّبيتألّف من جسم وروح، فكما يحتاج الجسم إلىالأغذية المادية الّتي تمدّه بقوامديمومته، كذلك تحتاج هوية الإنسانوحقيقته الإنسانية إلى أغذية معنوية منسنخها.على هذا الضوء يتبيّن أنَّ اللَّه سبحانهلم يهيّئ الضيافة الرمضانية لاستضافةأجسام أحبّائه وما به قوام وجودهم المادي،فأبدان هؤلاء -كما جميع الخلق في ضيافةاللَّه دائماً وأبداً. وبتعبير شاعرشيراز:فرش الأرض سفرةً للجميع وحباها بطيّباتالربيعفإذا بالخوان يطعمُ منه كلّ عاصٍ وكلّعبدٍ مطيع (51)بل أنَّ أعداء اللَّه غالباً ما يستفيدونمن هذه المائدة الممتدّة أكثر من غيرهم،