أوّلاً: إنَّ ليلة القدر ظرف لنزولالقرآن، ولابدّ أن يكون الظرف موجوداً قبلالمظروف.ثانياً: استخدام الفعل المضارع «تنَزّل»في سورة القدر له دلالته على الاستمرار،وكذلك يشير استعمال الجملة الاسمية:«سَلَامٌ هِىَ حَتَّى مَطْلَعِالْفَجْرِ» إلى الدوام.ثالثاً: أكّد القرآن الكريم عدّة مرّاتعلى ثبات السنّة الإلهية في تدبير العالم،وأنَّه لا تغيير في هذه السنّة ولا تبديل(139)، ومن ثَمَّ فإنّ هذه السنّة الإلهيةالّتي تقضي بتدبير أُمور الإنسانيةوتقدير شؤونها، عامّة تشمل الاُمموالأقوام جميعاً في الماضي والحاضروالمستقبل.رابعاً: ثَمَّ روايات مستفيضة وربمامتواترة تفيد دوام ليلة القدر واستمرارهابعد رسولاللَّه صلّى الله عليه وآله(140)، كما ثَمَّ عدد من الروايات يؤيّد دوامهذه اللّيلة، وأنّها كانت منذ أول الخليقة(141) وتستمرّ مع الإنسان حتّى نهاية العالم.على ضوء ذلك كلّه يتّضح مصير الروايةالّتي جاءت في تفسير «الدرّ المنثور» فيماروي عن النَّبي صلّى الله عليه وآله، منقوله: «إنَّ اللَّهَ وَهَبَ لِاُمَّتيلَيلَةَ القَدرِ ولَم يُعطِها مَن كانَقَبلَهُم» (142) فعلاوة على ما فيها من ضعفالسند، فلا يمكن الركون إلى مدلولهاباعتبار القرائن والأدلّة الّتي سلفتالإشارة إليها.
4.تحديد ليلة القدر
على ضوء ما يسجّله القرآن من جهةٍ بقوله:«شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِى أُنزِلَفِيهِ