يتركز الجواب الأوّل حول معنى يفيد بأنَّما يصدر عن الانسان من خطايا وذنوب لايرتبط بالشيطان وحدَه ولا ينشأ عن إغوائهوحسب، بل له منشآن رئيسيان آخران، هما:النفس الأمّارة، والرين المتراكم منتبعات الذنوب السابقة الّذي يؤدّي إلىتلوّث القلب واسودادهِ، والواقع أنَّاللطف الإلهي الّذي يكتنف الإنسان في شهررمضان يلغي تأثير العامل الأوّل المتمثّلبالشيطان، على حين يبقى العاملانالمتبقّيان يمارسان دورهما، وهما سببانكافيان لتهيئة الأرضية لانحراف الإنسانوتفسير ما يصدر عنه من ذنوب وبقائه علىالغفلة.ولو افترضنا أنَّ الصوم قادر على استيعابنوازع النفس الأمّارة والقضاء على دورهافي دفعه صوب الخطايا والذنوب، فإنَّ الرينالمتراكم من الذنوب السابقة يكفي ليؤلّفخطراً يهدّد الصائم ويضعه بمعرض الغفلةوارتكاب الذنب.
الجواب الثاني: نسبية تصفيد الشياطين
ما اتّضح من التحليل السابق أنَّ السلسلةالّتي تقيّد الشيطان يتألّف قوامها من صومشهر رمضان نفسه وليس من شيء آخر، على هذافكلّما اتّسم الصوم بالإتقان والتكامل،زاد ذلك من إحكام السلسلة الّتي تغلّالشيطان وتردع النفس الأمّارة، ومن ثَمَّأدّى ذلك إلى تضاؤل الغفلة والانحرافاتالناجمة عنها.على هذا الضوء يمكن القول بأنَّ من تصدرعنهم الذنوب في شهر رمضان، فإنَّ صومهم لميكن صوماً سالماً.