لَهُ مِن قِيامِهِ إلَّا السَّهَرُوالعَناءُ، حَبَّذا نَومُ الأَكياسِ (63)وإفطارُهُم». (64)على هذا يتّضح بأنَّ اجتناب مفطرات الصومهو شرط الدخول إلى الضيافة الإلهية؛ وأنَّاجتناب الذنوب والورع عن المحارم، هو شرطالنهل منها والانتفاع ببركاتها.المجموعة الثالثة: وتشمل الآداب الّتيتعدّ رعايتها شرطاً لبلوغ الاستفادةالقصوى من الضيافة الإلهية والتوفّر علىالكمال فيها، وإذا استثنينا الباب الأوّلمن القسم الثالث، فقد اختصّت بقيّة أبوابهذا القسم الّتي تؤلّف الحجم الأكبر منالكتاب بتناول هذه الآداب، بحيث بادرناإلى استقصاء جميع العناصر الّتي تنطويعليها النصوص الإسلامية ممّا له علاقةبتحقيق أكبر قدر من الانتفاع بالضيافةالإلهية.لكن ينبغي الانتباه إلى الطابعالاستحبابي لهذه الآداب، ومن ثَمَّ فإنَّلكلّ إنسان أن يستفيد منها بقدر استعدادهوحاله والفرصة المتاحة له.
القسم الرّابع: أفضل ليالي الضيافة
ليلة القدر هي أسمى ليالي شهر رمضانالمبارك، وأكثرها تألّقاً وأعمّها بركات،حيث يصفها القرآن الكريم بقوله: «لَيْلَةُالْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ».لهذا النصّ القرآني دلالته على البركاتالّتي تحملها هذه الليلة الكريمة ومايكتنفها من عطايا وهبات لأهل المراقبة؛هذه البركات الّتي تفوق