النقطة الأساسية الاُخرى الّتي تنطوي علىأهمّية كبيرة، هي ضرورة التخطيط لتهيئةالمسلمين وتأهيلهم للنفوذ إلى دائرةالضيافة الرمضانية، فدراسة سيرة أهلالبيت عليهم السلام في هذا المضمار تكشفعن العناية الخاصّة الّتي يبذلها هؤلاءالكرام في هذا الموضوع، إذ يكفي لإثباتالمدّعى وما تنطوي عليه هذه الفكرة منأهمّية ملاحظة خطب رسول اللَّه صلّىالله عليه وآله، والإمام أمير المؤمنينعليه السلام، الّتي أدليا بها على مشارفشهر رمضان ولغرض التهيّؤ له واستقباله،ممّا أثبتنا نصوصه في الفصل الثالث من هذاالقسم. فمراجعة هذه الخطب تزيد منالمسؤولية الّتي تقع على عاتق القياداتالسياسية والدينية والثقافية في البلدانالإسلامية، لجهة إعداد المسلمين وتهيئتهمللنفوذ إلى عالم الضيافة الإلهيةوتأهيلهم للتزوّد من بركاتها ومواهبها.على أنَّ المسألة في التهيّؤ للضيافةالإلهية لا تقتصر على المعرفة وحدها، بلثَمَّ ضرورة لعدد من الأعمال والأدعيةالّتي تصبّ في الاتّجاه ذاته وتحقّقالغاية المرجوّة، كما توفّر على بيان ذلكالفصلان الثالث والرابع من القسم الثاني.
القسم الثالث: آداب ضيافة اللَّه
يمكن تقسيم آداب الضيافة الربانية إلىثلاث مجموعات، هي:المجموعة الاُولى: وتشمل الآداب الّتيتعدّ رعايتها والالتزام بها شرطاًلامندوحة عنه للدخول إلى الضيافةالإلهية؛ وهذه تتمثّل باجتناب مفطراتالصوم بقصد القربة، (59) والفقه هو المجالالطبيعي الّذي يتوفّر على دراسة هذهالآداب والالتزامات وبحثها، وما دامتالرسائل الفقهية قد استوعبت هذا الأمر فلاحاجة للاستفاضة بعرض تفاصيله في إطار هذهالمجموعة.