يتبيّن لنا من الروايات الّتي سلفت،وكذلك الّتي ستأتي في فصل آداب الصيام،أنَّ الصوم يقسّم من حيث المراتب ومنزاوية الدور الّذي ينهض به في تكاملالإنسان، إلى ثلاثة أقسام. وفي هذا السياققسّم علماء الأخلاق وأرباب السَيروالسلوك، الصيام إلى صوم العوام، وصومالخواص، وصوم خواصّ الخواصّ، على ماسنتحدث عنه ملخّصاً:
أوّلاً: صوم العوامّ
يتمثّل صوم العوامّ باجتناب مفطراتالصيام والإمساك عنها، على التفصيلالمذكور في الكتب الفقهية. وهذه المرتبةمن الصوم تعدّ أيسر مراتبه وأدناها، وماروي عن النَّبي صلّى الله عليه وآله منقوله: «إنَّ أيسَرَ مَا افتَرَضَ اللَّهُتَعالى عَلَى الصّائِمِ في صِيامِه،تَركُ الطَّعامِ وَالشَّرابِ» (178) إنَّماهو إشارة إلى هذه المرتبة من الصيام.
ثانياً: صوم الخواصّ
في صوم الخواصّ لا يقتصر الصائم في صومهعلى الإمساك عن مفطرات الصيام، إنّمايتجنّب كلّ المحرّمات الإلهية ويمتنععنها أيضاً. وبذلك يضحى الإمساك عنالمفطرات هوشرط صحّة الصيام، أمّا اجتنابالمحرّمات فهو شرط قبوله. من هذا المنظورتعدّ جميع الروايات والأحاديث الّتيستجيء تحت عنوان «أهمّ آداب الصوم» (179)إشارة إلى هذه المرتبة من الصيام.