بالحرّية والقدرة على الاختيار، لكنهاتسيء استخدام حرّيتها لإغواء الإنسانوخداعه عن طريق تزويق الممارسات القبيحةوإضفاء صورة جميلة عليها، ومن خلال تهييجهوإثارة نوازعه غير المشروعة.أمّا الحكمة من وراء هذا الدور الإغوائيالّذي تلعبه الشياطين في نظام الخليقة،فتكمن في تفتّق المواهب الإنسانيةالكامنة وتربية الإنسان الكامل وإعدادهفي ظلّ المقاومة الّتي يبديها إزاء هذهالمزالق والإغراءات، أمّا ثغور سلطةالشياطين على الإنسان فهي لا تتعدّى نطاقالإثارة والوسوسة، ومن ثَمَّ فهي تدعوهإلى القبائح، بَيدَ أنّ قدرتها لا تمتدلإجباره على اقترافها. (101)على ضوء هذه الإيضاحات، فإنَّ ما ينبغيدراسته على هذا الصعيد، مسألتان:الاُولى: تصفيد الشياطين وغلّها في شهررمضان.الثانية: البحث عن العوامل الكامنة وراءاجتراح الخطايا وظهور الذنوب في هذاالشهر، على الرغم من تصفيد الشياطين وغيابدورها الإغوائي.
1.علّة تصفيد الشياطين في شهر رمضان
تفيد عملية دراسة النصوص الإسلاميةوتحليلها، وجود علّتين لغلّ الشياطينومنعها في شهر رمضان، على النحو الّذيتأتي فيه العلّة الثانية في طول العلّةالاُولى. وهاتان العلّتان هما:
العلّة الاُولى: الممانعة الطبيعيةللصيام
يُزيل الصوم على نحو طبيعي الأرضية الّتيتتحرّك عليها سلطة الشيطان للتأثير علىالإنسان وإغوائه، وبتعبير أدقّ ليستالسلسلة الّتي تقيّد الشيطان وتغلّه فيشهر رمضان سوى الصوم نفسه، ومن هنا ما جاءعن النَّبي في قوله صلّى الله عليه وآله: