في سياق بيانه لنوافل ليالي شهر رمضان فيالمجلسالثالث والتسعين من كتاب«الأمالي»، وبعد أن ذكر صلاة مِئَة ركعةلليلة إحدى وعشرين وليلة ثلاث وعشرين،عاد شيخ المحدّثين ابن بابويهقدس سرهليقول: «ومن أحيا هاتين الليلتين بمذاكرةالعلم فهو أفضل» (159).
يبدو أنَّ هذا المطلب مستمدّ من حديثتكلّم فيه النَّبي صلّى الله عليه وآلهإلى أبي ذرّ، ذكر فيه بالتفصيل أفضليةالعلم وتفوّقه على العبادة، جاء في آخره:
«يا أبا ذَرٍّ الجُلوسُ ساعَةً عِندَمُذاكرَةِ العِلمِ خَيرٌ لَك مِنعِبادَةِ سَنَةٍ صِيامِ نَهارِهاوَقِيامِ لَيلِها». (160)
على أنَّ المدوّنات الروائية تضمّبالإضافة إلى هذا الحديث عدداً كبيراً منالروايات الصادرة عن أهل البيت عليهمالسلام (161)، ممّا له دلالة على أنَّ طلبالعلم يفوق العبادة ويرجّح عليها بمراتب،لإضاءة هذه المسألة بالمزيد منالإيضاحات، من الضروري الانتباه إلىالاُمور التالية:
حسباً للرّؤية الفقهية لعمليّة التّعلمخمسة احكام، والتأمّل في نصوص الأحاديثالّتي ترجّح العلم على العبادة يشيربوضوح، أنَّ المقصود هو ترجيح التعلّمالواجب أو المستحبّ على العباداتالمستحبّة (162).
للعبادات من منظور النصوص الإسلاميةدورها الأساسي الّذي تنهض به في انبثاق