مرّت الإشارة في عدد كبير من أحاديث هذاالباب إلى أنَّ الشياطين تغلّ في شهررمضان، وعندئذٍ يثار عدد من الأسئلة فيهذا السياق، هي:
ما الشيطان؟ في نطاق ما يتّسم به نظامالخليقة والوجود من حكمة، لماذا سُمحللشيطان بإغواء الإنسان؟
ما الثغور الّتي تمتدّ إليها سلطةالشيطان على الإنسان؟
لماذا صار اللَّه سبحانه إلى تصفيدالشياطين ومنعها من ممارسة تأثيرهاالضالّ في شهر رمضان، في حين تركها حرّةفيما عداه من الشهور؟
وأخيراً: إذا كانت الروايات الدالّة علىهذا المعنى صحيحة، فلماذا يجنح عدد منالصائمين إلى ارتكاب الذنوب واجتراحالخطايا في هذا الشهر؟
في الحقيقة يتطلّب الجواب على هذهالأسئلة بنحوٍ مُسهب وافٍ فرصةً سانحةً(100)، بَيدَ أنَّ ما يمكن قوله إجمالاً:إنَّ الرؤية الإسلامية تفيد بأنَّالشياطين عبارة عن موجودات غير مرئيّة منجنس الجنّ، تتحلّى بالإدراك والمعرفةوتحظى