کشف الغطاء عن وجوه مراسم الاهتداء

محمد حسن بن معصوم القزوینی؛ تحقیق: محسن الاحمدی

نسخه متنی -صفحه : 648/ 89
نمايش فراداده

المقام الثاني في ذكر الفضائل المقابلة لها مع ما بدل على الحث عليها

وفيه فصول

فصل

الحكمة هي العالم بحقائق الأشياء، ولماكانت مباحث العلم من أشرف المباحث وأبهاهافبه يمتاز الإنسان عن النفوس البهيميّة،وبه يترقّى عن المرتبة الملكّية، فلا غرولو أطلقنا عنان القلم في هذا المقام بما لمنطلقه في سائر الفضائل لكونه من أهمّالمهام في عدّة مقاصد:

المقصد الأول:

قد تطابق العقل والنقل على كون العلم أشرفالأشياء، ونحن نشير إجمالاً إلى الشواهدالعقليّة والظواهر السمعيّة الدالّةترغيباً للأصحاب إليه.

فنقول: لاريب في كون العلم محبوباً فينفسه ومطلوباً بالذات، ولذّة اقتنائه منأعظم اللذّات، فإنّ إدرك الأشياء نوعتملّك لها لتقرّر حقائقها وصورها في ذاتالمدرك وهو أقوى من ملكية الأعيان لزوالهاومبائنتها عن ذاته دونه، والنفس لكونها منسنخ المجردات وعالم الربوبية يشبه المبدأفي ميله إلى الاستيلاء والتملّك للأشياءوالتصرّف فيها كيف يشاء، فإن كلّ معلول منسنخ علّته كما تقرّر في محلّه فيناسبها فيآثارها وصفاتها ويبتهج