فاسالوا اهل الذکر

محمد التیجانی السماوی‏

نسخه متنی -صفحه : 363/ 315
نمايش فراداده

«302»

فمن لم يكن عليّ وليه فليس بمؤمن(1) والذيقال النّبي في حقّه: عليّ مع الحقّ والحقّمع علي(2)، وبايع عدوّ الله ورسوله وعدوّالمؤمنين الحجّاج بن يوسف الفاسق الفاجر،ونحن لا نريد العودة إلى مثل هذهالمواضيع، ولكن نريد فقط أن نظهر للقارىءنفسيات البخاري ومن كان على شاكلته فهويخرج هذا الحديث في باب مناقب المهاجرينوكأنه يشعر من طرف خفيّ إلى القرّاء بأنّهذا رأي الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّمبينما هو رأي عبدالله بن عمر الذي ناصبالعداء للإمام علي.

وسنبيّن للقارىء اللّبيب موقف البخاري فيكل ما يتعلّق بعلي بن أبي طالب، وكيف أنّهيحاول جهده كتمان فضائله وإظهار المثالبله.

كما أخرج البخاري في صحيحه من كتاب بدءالخلق باب حدّثنا الحميدي قال: حدثنا محمدبن كثير أخبرنا سفيان حدّثنا جامع بن أبيراشدٍ حدثنا أبو يعلى عن محمّد بن الحنفيةقال: قلت لأبي: أي النّاس خير بعد رسول اللهصلّى الله عليه وآله وسلّم؟ قال: أبو بكر.قلت: ثم من؟ قال: ثم عمر، وخشيت أن يقولعثمان، قلت: ثم أنت، قال: ما أنا إلا رجل منالمسلمين.

نعم هذا الحديث وضعوه على لسان محمد بنالحنفية وهو ابن الإمام علي بن أبي طالب،وهو كسابقه الذي روي عن لسان ابن عمر،والنتيجة في الأخير هي واحدة ولو خشي ابنالحنفية أن يقول أبوه: عثمان في الثالثة،ولكن ردّ أبيه «ما أنا إلا رجلٌ منالمسلمين» يفيد بأنّ عثمان أفضل منه لأنّهليس هناك من أهل السنّة من يقول بأنّ عثمانليس هو إلا رجلٌ من المسلمين بل يقولون كماتقدّم بأنّ أفضل الناس أبو بكر ثم عمر ثمعثمان ثم نترك أصحاب النّبي صلّى اللهعليه وآله وسلّم لا نفاضل بينهم، والنّاسبعد ذلك سواسية.

(1) الصواعق المحرقة لابن حجر: 107.

(2) صحيح الترمذي: 5/297. مستدرك الحاكم: 3/124.