وصعب عليهم حتى ألقى الله عزّوجلّ في روعالمنصور أن يسأل الصادق (عليه السلام)ليتحفه بشيء من عنده لا يكون لأحد مثله،فبعث إليه بِمِخْصَرَة كانت للنبيّ (صلّىالله عليه وآله وسلّم) طولها ذراع، ففرحالمنصور بها فرحاً شديداً، وأمر أن تشقّله أربعة أرباع، وقسّمها في أربعة مواضع،ثمّ قال: ما جزاؤك عندي إلاّ أن أطلق لكوتفشي علمك لشيعك ولا أتعرّض لك ولا لهم،فاقعد غير محتشم وافت الناس ولا تكن فيبلدانا فيه. ففشى العلم عن الصادق (عليهالسلام)، وكان المنصور يعظم تلك المخصرةلأنّها مخصرة رسول الله (صلّى الله عليهوآله وسلّم) ويقبّلها وهو مشغوف بهاويتبرّك بها.
أقول: يعظّم المخصرة لانتسابها إلى رسولالله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وفي يدرسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)،ويؤذي من هو فلذة كبد رسول الله (صلّى اللهعليه وآله وسلّم); لحمه لحم رسول اللهوعظمه عظم رسول الله وجلده جلد رسول الله،وهو الصادق جعفر بن محمّد. يقول المهيار:
كان يزيد بن معاوية لعنه الله في يدهمخصرة من ذهب مكتوب عليها: لا إله إلاّالله محمّد رسول الله، ويضرب بها شفتي ابنبنت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)(فوا عجباً لقوم لا حياء لهم ولا دين) الخ.
نعم، شيعتهم معهم في الجنّة في السنامالأعلى في الدرجات الرفيعة والمقامات