بلى والله، لا يغني عنهم أحد لا في الدنياولا في الآخرة، وكلّهم يحتاجون الحضور إلىأبوابهم، وهم الباب المبتلى به الناس، وهمالسبيل الأعظم والصراط الأقوم وشهداء دارالفناء وشفعاء دار البقاء، وكلّهم هكذا،ولا فرق بينهم، منهم إمامنا الحسن العسكري(عليه السلام) الإمام الغريب الوحيدالمظلوم المسموم الذي قضى نحبه مسموماًوهو شابّ له من العمر تسع وعشرون سنة الخ.
ولد سيدنا ومولانا أبو محمّد العسكري(عليه السلام) في يوم الجمعة لثمان خلون منربيع الآخر، وقبض أيضاً في يوم الجمعةالثامن من ربيع الأول، أبوه عليّ الهادي(عليه السلام)وأمّه أم ولد يقال لها سوسن،وقيل تسمى حديثة أو سليل، ويقال لها جدّه.اسمه الشريف الحسن، وألقابه الرفيق،الزكي التقي، السراج، الهادي، العسكري،وكنيته أبو محمّد، وعمره الشريف تسعوعشرون سنة أو ثمان وعشرون سنة، وكانمقامه مع أبيه ثلاثاً وعشرين سنة وأشهراً،وبعد أبيه خمس سنين وثمانية أشهر وثلاثةعشر يوماً، وكانت في سني إمامته بقية ملكالمعتزّ، وفي رواية المستعين، ثمّالمعتزّ أشهراً، ثمّ المهتدي بالله أحدعشر شهراً، ثمّ ملك أحمد الملقّب بالمعتمدعلى الله ابن جعفر المتوكل، وبعد مضي أربعسنين من ملك المعتمد قبض العسكري مسموماً.
ولقد تحمّل (عليه السلام) مع قصر عمره منهؤلاء الخلفاء الثلاثة أو الأربعة ما لميتحمّله أحد، وجرى عليه منهم ما لم نقدرعلى بيانه، منهم المستعين بالله همّ الرجلبقتله وتقدّم إلى سعيد الحاجب وقال: أخرجأبا محمّد العسكري إلى الكوفة واضرب عنقهفي الطريق، انتشر الخبر بذلك وبلغ الشيعةوأقلقهم، وكان (عليه السلام) في