الحبس، فكتبوا إليه: بلغنا جعلنا اللهفداك خبراً أقلقنا وغمّنا وبلغ منّا. فكتب(عليه السلام): بعد ثلاث يأتيكم الفرج. فخلعالمستعين في اليوم الثالث وأقعد المعتزّونجا الإمام وخرج من الحبس، فما مضت إلاّأيام قلائل حتى أمر المعتزّ بقبض أبيمحمّد العسكري (عليه السلام) مع عدّة منالطالبيين وحبسهم في السجن وضيّق عليهمالأمر بحيث لا يدخل عليهم أحد ولا يخرجمنهم أحد.
فاضطربت الشيعة من ذلك وأقلقهم، فعلمالإمام (عليه السلام) ذلك، كان يبعث إلىأصحابه وشيعته: سيروا إلى موضع كذا وكذا أوإلى دار فلان العشاء والعتمة في ليلة كذاوكذا فإنّكم تجدوني هناك، وكان الموكلونبه لا يفارقون باب الموضع الذي حبس فيهبالليل والنهار، ويعزل في كلّ خمسة أيامالموكلون ويولي آخرون بعد أن يجدد عليهمالوصية بحفظه، فكان أصحابه وشيعته يصيرونإلى الموضع وكان (عليه السلام)قد سبقهمإليه، فيرفعون إليه حوائجهم فيقضيها لهمعلى منازلهم وطبقاتهم وينصرفون إلىأماكنهم ويرجع الإمام إلى حبسه. فلم يزل فيضيق وشدّة حتى هلك المعتزّ وجلس المهتديمكانه; وكان الرجل أشدّ عداوة من المعتزّعلى إمامنا العسكري بحيث كلّما يراهيهدّده ويقول: والله لأجلونّكم عن جددالأرض. وكان الإمام (عليه السلام) يتوارىعنه، ثمّ بعد مضي أيام من جلسته على سريرالملك أحضر الإمام وأغلظ في الكلام معهوهدّده وأخافه وحبسه في سجن وجعل يقتلالعلويين والأشراف وعزم على قتل العسكري.
فاضطربت الشيعة من ذلك وكتب أحمد بن محمّدإلى الإمام بذلك، فأجابه العسكري بخطّهالشريف: يا أحمد بن محمّد! قل لشيعتنا لايستوحشون فإنّ ذلك أقصر لعمره، عدّ منيومك هذا خمسة أيام ويقتل هذا الطاغي فياليوم السادس بعد هوان واستخفاف.
وكان كما قال (عليه السلام)، لأنّ الأتراكلمّا عرفوا من قوله بالإعتزال والقدرهجموا