زيد! ما أعظم ما أتيت به وما يجري علىيديك؟! إنّي لأعرف الشجرة التي قد عمل منهاالسرج، ولكن هكذا قدّر، فويل لمن أجرىالله على يديه الشر، فأسرج له فركب، فلمّانزل تورّم جسده، فأمر بأكفان له، وكان فيهثوب أبيض أحرم فيه وقال: اجعلوه في أكفاني،وعاش ثلاثاً ثمّ مضى لسبيله.
قال الصادق (عليه السلام): وذلك السرجعندنا معلّق ليكون حاضراً يوم ينتقم منالكافر.
وشبيه ذلك السرج، القميص الذي سلب منالحسين (عليه السلام) وهو أيضاً معلّقوتنظر إليه فاطمة كلّ يوم وتصرخ إذا كانيوم القيامة.
المجلس الثاني: في حالات الإمام أبي جعفرالباقر (عليه السلام) ومعجزاته
يا بني طه ونون والقلم
أنتم أكرم إن عدّ الورى
أنتم للدّين أعلام إذا
فوّض الله إليكم أمره
وبكم تفخر أملاك العلى
إذ لكم أضحتعبيداً وخدم
حبّكم فرض علىكلّ الأمم
أنتم أعلم ماشبقدم
غاب منكم علم لاحعلم
فحكمتم حسب ما كانحكم
إذ لكم أضحتعبيداً وخدم
إذ لكم أضحتعبيداً وخدم
كان أبو جعفر الباقر (عليه السلام) وهوباقر العلم وجامعه، وشاهد الحكم ورافعه،ومتفوّق درّه وراضعه، صفى قلبه، وزكىعمله، وطهرت نفسه، وشرفت أخلاقه، وعمرتبطاعة الله أوقاته، ورسخت في مقام التقوىقدمه، وظهرت عليه سمات الأتقياء، وطهارةالأصفياء، فالمناقب تسبق إليه، والصفاتتشرق به، وهو (عليه السلام) مع ما وصف منالفضل في العلم والسؤدد والرياسةوالإمامة ظاهر الجود، ومشهور الكرم فيالخاصّة والعامّة، معروفاً بالتفضلوالإحسان مع كثرة عياله وتوسّط حاله.
قال أبو عبدالله (عليه السلام): كان أبيأقلّ أهل بيته مالاً وأعظمهم مؤنة، كانيدخل