المجلس العاشر: أيضاً في وفاته وشهادته(عليه السلام)
في البحار عن عيون أخبار الرضا عن أبيالصلت الهروي قال: بينا أنا واقف بين يديأبي الحسن (عليه السلام) إذ قال لي: يا أباالصلت! أدخل هذه القبّة التي فيها قبرهارون وائتني بتراب من أربعة جوانبها. قال:فمضيت فأتيت به، فلمّا مثّلت بين يديه قاللي: ناولني هذا التراب; وهو من عند الباب،فناولته فأخذه وشمّه ثمّ رمى به وقال:سيحفر لي هاهنا، فتظهر صخرة لو جمع عليهاكلّ معول بخراسان لم يتهيّأ قلعها، ثمّقال في الذي عند الرجل والذي عند الرأس مثلذلك، ثمّ قال: ناولني هذا التراب فهو منتربتي.
ثمّ قال: سيحفر لي في هذا الموضع فتأمرهمأن يحفروا إلى سبع مراقي إلى أسفل، وأنتشقّ لي ضريحة، فإن أبوا إلاّ أن يلحدوافتأمرهم أن يجعلوا اللحد ذراعين وشبراً،فإنّ الله تعالى سيوسّعه ما يشاء، وإذافعلوا ذلك فإنّك ترى عند رأسي نداوة،فتكلّم بالكلام الذي أعلّمك فإنّه ينبعالماء حتى يمتلي اللحد وترى فيه حيتاناًصغاراً، ففتّت لها الخبز الذي أعطيكفإنّها تلتقطه، فإذا لم يبق منه شيء خرجتمنه حوتة كبيرة فالتقطت الحيتان الصغارحتى لا يبقى منها شيء ثمّ تغيب، فإذا غابتفضع يدك على الماء ثمّ تكلّم بالكلام الذيأعلّمك، فإنّه ينصبّ الماء ولا يبقى منهشيء، ولا تفعل ذلك إلاّ بحضرة المأمون.
ثمّ قال (عليه السلام): يا أبا الصلت! غداًأدخل على هذا الفاجر، فإن أنا خرجت مكشوفالرأس فتكلّم أكلّمك، وإذا خرجت وأنامغطّى الرأس فلا تكلّمني. قال أبوالصلت:فلمّا أصبحنا من الغد لبس ثيابه وجلس فجعلفي محرابه ينتظر، فبينا هو كذلك إذ دخلعليه غلام المأمون فقال له: أجبأميرالمؤمنين، فلبس نعله ورداءه وقامومشى وأنا أتبعه، حتى دخل على المأمون،وبين يديه طبق عليه عنب وأطباق