المجلس الثاني: في أخلاقه وحالاته (عليهالسلام)
قيل لي أنت أشعر الناس طراً
لك من جوهر القريض مديح
فعلى ماتركت مدح ابن موسى
قلت: لا أهتدي لمدح إمام
قصرت ألسن الفصاحة عنه
ولهذا القريض لايحتويه
إذ تفوهتبالكلام النبيه
يثمر الدرّ فييدي مجتنيه
والخصال التيتجمّعن فيه
كان جبريلخادماً لأبيه
ولهذا القريض لايحتويه
ولهذا القريض لايحتويه
ولنعم ما قال أبو نؤاس الشاعر; لا يقدر أحدعلى مدح مولانا عليّ بن موسى الرضا (عليهالسلام)، وبيان كمالاته وحالاته وجلالهوجماله وضيائه وبهائه وعلمه وعمله وجودهوفضله وسخائه وعطائه وعباداته وطاعاتهوزهده وورعه. قال إبراهيم بن العباس: مارأيت ولا سمعت أحداً بأفضل من عليّ بن موسىالرضا، ما جفا أحداً، ولا قطع على أحدكلاماً، ولا ردّ عن حاجة أحداً، وما مدّرجليه بين يدي جليس، ولا اتّكى في حضورأحد، ولا قهقه في ضحكه، بل ضحكه التبسّم،ولا شتم أحداً من مواليه ومماليكه قطّ،وكان إذا خلا ونصبت مائدته أجلس معه علىمائدته مماليكه حتى السّائس والبوّاب منالسّودان وغيرهم، ويقال له: يابن رسولالله! لو عزلت لهؤلاءمائدة، فيقول: إنّالربّ واحد والأب واحد والأمّ واحدةوالجزاء بالأعمال.
وكان كثيراً يجلس على مائدتهم وقيل له:أنت والله خير الناس وما على وجه الأرضأشرف منك، فقال: يا هذا! لا تحلف خير منّيمن كان أتقى لله عزّوجلّ، وأطوع له، واللهما نسخت هذه الآية (وجعلناكم شعوباًوقبائل لتعارفوا