المجلس التاسع: في وفاته وشهادته (عليهالسلام)
عيون أخبار الرضا (عليه السلام): عن هرثمةبن أعين كان من خدم المأمون وموالياً لأهلالبيت ومحبّاً للعترة الطاهرة (عليهمالسلام)، قال: كنت ليلة بين يدي المأمونحتى مضى من الليل أربع ساعات، ثمّ أذن ليبالإنصراف، فانصرفت، فلمّا مضى من الليلنصفه قرع قارع الباب فأجابه بعض غلماني،فقال له: قل لهرثمة أجب سيدك عليّ بن موسىالرضا (عليه السلام)، فقمت مسرعاً وأخذتعلى أثوابي وأسرعت إلى سيدي الرضا (عليهالسلام)، فدخل الغلام بين يديّ ودخلتوراءه فإذا أنا بسيدي في صحن داره جالس،فقال: يا هرثمة! فقلت: لبيك يا مولاي. فقاللي: اجلس، فجلست.
فقال لي: إسمع وع يا هرثمة هذا وإنّ رحيليإلى الله تعالى ولحوقي بجدّي رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) وآبائي (عليهمالسلام)، وقد بلغ الكتاب أجله، وقد عزم هذاالرجل على سمّي في عنب ورمّان مفروك; فأمّاالعنب فإنّه يغمّس السلك في السمّ ويجذبهبالخيط في العنب، وأمّا الرمان فإنّه يطرحالسمّ في كفّ بعض غلمانه ويأمره أن يفرّكالرمان بيده ليلطّخ حبّه فى ذلك السمّ،وإنّه سيدعوني في ذلك اليوم المقبل،ويقرّب إليّ الرمان والعنب ويسألني أنآكلهما، فآكلهما ثمّ ينفذ الحكم ويحضرالقضاء. فإذا أنا متّ فسيقول: أنا أغسلهبيدي، فإذا قال ذلك فقل له عنّي بينكوبينه: إنّه قال لي: لا تتعرّض لغسلي ولالتكفيني ولا لدفني، فإنّك إن فعلت ذلكعاجلك من العذاب ما أخّر عنك، وحلّ بك أليمما تحذر، فإنّه سينتهي.
قال: قلت: نعم يا سيدي. قال: فإذا خلّى بينكوبين غسلي، فسيجلس في علوٍّ من ابنيتهمشرفاً على موضع غسلي لينظر فلا تعرّض ياهرثمة لشيء من غسلي حتى ترى فسطاطاً أبيضقد ضربت في جانب الدار، فإذا رأيت ذلكفاحملني في أثوابي التي أنا فيها فضعني منوراء الفسطاط وقف من ورائه ومن يكون معك