الفجر. قلت: أدري متى يقول الغلام إنّالفجر قد طلع; إذ قد وثب هو لصلاة الفجر،فهذا دأبه منذ حوّل إليّ.
فقلت: اتّق الله ولا تحدثنّ في أمره حدثاًيكون منه زوال النعمة، فقد تعلم أنّه لميفعل أحد بأحد منهم سوءاً إلاّ كانت نعمتهزايلة. فقال: قد أرسلوا إلي في غير مرّةيأمرونني بقتله فلم أجبهم إلى ذلك،وأعلمتهم إنّي لا أفعل ذلك، ولو قتلوني ماأجبتهم إلى ما سألوني.
فلمّا كان بعد ذلك حوّل إلى الفضل بن يحيىالبرمكي، فجلس عنده أياماً فكان الفضل بنالربيع يبعث إليه في كل ليلة مائدة، ومنعأن يدخل إليه من عند غيره، فكان لا يأكلولا يفطر إلاّ على المائدة التي يؤتى بهاحتى مضى على تلك الحال ثلاثة أيامولياليها، فلمّا كانت الليلة الرابعةقدّمت إليه مائدة للفضل بن يحيى، قال: ورفعرأسه إلى السماء فقال: يا رب! إنك تعلم، إلىآخر ما ذكر في المجلس السابق فليراجع هناك.
المجلس الثاث: في حالات الإمام موسى بنجعفر (عليه السلام)
زر ببغدادقبر موسى بن جعفر
هو باب إلى المهيمن تقضي
هو حصني وعدّتي وغياثي
كم مريض وافى إليه فعافاه
وأعمى أتاهصحّ وأبصر
قبر موسىمديحه ليس ينكر
منه حاجاتناوتحبى وتحبر
وملاذي وموئلييوم أحشر
وأعمى أتاهصحّ وأبصر
وأعمى أتاهصحّ وأبصر
قال محمّد بن طلحة الشافعي في حقّه: هوالإمام الكبير القدر، العظيم الشأن،الكثير التهجّد، الجادّ في الإجتهاد،المشهور بالعبادات، المواضب على الطاعات،المشهود بالكرامات، يبيت الليل ساجداًوقائماً، ويقطع النهار متصدّقاً وصائماً،ولفرط حلمه وتجاوزه عن المعتدين عليه دعيكاظماً; كان يجازي المسيء بإحسانه