البساط في الصدر، وأمر أن يجلس الناسناحية، فجعل يعتذر إليه، فقال أبو جعفر(عليه السلام): لك عندي نصيحة فاسمعها منّي.قال: هاتها. قال: أشير عليك بترك الشرابالمسكر. قال: فداك ابن عمّك قد قبلت نصيحتك.
أقول: إنّ المأمون وضع السيف في بدنالإمام وصنع ما صنع بالإمام لكنّه كان فيحال السكر وما كان يعقل من أمره شيئاً،ولذا لمّا أفاق من السكر وعلم ذلك استوحشواضطرب ووبّخ نفسه وجعل يصيح إنّا للهوإنّا إليه راجعون، والله لقد هلكناوافتضحنا وأهل الكوفة لعنهم الله أحاطوابابن بنت رسول الله عن علم وعقل وعمدوعرفان وافترقوا عليه بأربع فرق; فرقةبالسيوف، وفرقة بالرماح، وفرقة بالنبال،وفرقة بالخشب والعصا والحجارة حتى قطّعوهقطعة قطعة الخ.
المجلس الثالث: في وروده (عليه السلام) إلىبغداد وما جرى بينه وبين المأمون
بيت الرسالة والنبوة والذين
الطاهرين الصادقين العالمين
إنّي علقت بحبّهم مستمسكا
أسواهم أبغي لنفسي قدوة
لا والذي فطرالسماء سماء
نعدّهملذ نوبنا شفعاء
العارفينا لسادة النجباء
أرجو بذاك منالإله رضاء
لا والذي فطرالسماء سماء
لا والذي فطرالسماء سماء
كشف الغمة: لمّا توفي عليّ بن موسى الرضا(عليه السلام) وقدم المأمون إلى بغدادواستقرّ بها، دعا أبا جعفر الجواد (عليهالسلام) إلى بغداد وكتب إلى والي المدينةبإرسال أبي جعفر إليه في غاية التعظيموالتكريم وهو (عليه السلام) طفل صغير.فلمّا نزل في بغداد اتفق أنّه خرج المأمونيوماً إلى الصيد، فاجتاز بطرف البلد فيطريقه والصبيان يلعبون وأبو جعفر الجوادواقف معهم، فلمّا أقبل المأمون ونظرالصبيان إليه وإلى الخدم والحشم انصرفواهاربين، ووقف أبو جعفر (عليه السلام) فلميبرح من مكانه، فقرب منه الخليفة فنظرإليه وإذا عليه أثر المهابة والجلالةوالعظمة، فقال المأمون: يا غلام! ما منعكمن