وقال زين العابدين (عليه السلام): القائممنّا تخفى ولادته على الناس حتى يقولوا: لميولد بعد، ليخرج حين يخرج وليس لأحد فيعنقه بيعة، فبينماهم في شك وريب إذ نادىمنادي: ألا إنّ المهدي قد ظهر عند بيت اللههلمّوا إلى بيعة الله، فيسمعون ويتبادرونإليه; يعني المؤمنون ويبايعونه.
قال الباقر (عليه السلام): يصلّي القائمبين الركن والمقام، فينصرف ومعه وزيرهويقول: أيها الناس إنّا نستنصر الله على منظلمنا وسلب حقّنا. أيها الناس! إنّا قدظلمنا وطردنا وبغي علينا وأخرجنا منديارنا وأموالنا وأهالينا وقهرنا، إنّانستنصر الله اليوم وكلّ مسلم يستنصر الحجةمن الله ومن المسلمين، فينصر بالملائكةوالجنّ والإنس وينصر بالرعب، وجدّهالحسين (عليه السلام) يوم عاشوراء استنصرونادى: ألا هل من ناصر ينصرني؟ فلم يعنهأحد ولم ينصره أحد.
المجلس الثامن: في أحوال الحجة وعلائمالظهور
في الإكمال: قال دعبل بن علي الخزاعي: دخلتعلى سيدي أبي الحسن الرضا (عليه السلام)بمرو فقلت له: يابن رسول الله! إنّي قد قلتفيكم قصيدة وآليت على نفسي أن لا أنشدهاأحداً قبلك. فقال (عليه السلام): هاتها،فأنشدتها له، فلمّا انتهيت إلى هذهالأبيات بكى أبوالحسن (عليه السلام) بكاءًشديداً وهي هذه:
فلولا الذي أرجو به اليوم أو غد
خروج إمام لا محالة خارج
يميّز فينا كلّ حقّ وباطل
فيانفس طيبي ثمّ يا نفس فابشري
فغيربعيد كلّ ما هو آت
تقطّعنفسي أثرهم حسرات
يقوم على اسمالله والبركات
ويجزي علىالنعماء والنقمات
فغيربعيد كلّ ما هو آت
فغيربعيد كلّ ما هو آت
ثمّ رفع أبوالحسن رأسه وقال: يا خزاعي! قدنطق روح القدس على لسانك، فهل تدري من هذاالإمام الذي يخرج ومتى يقوم؟