المجلس التاسع: في شهادته ورحلته
عن الفضل بن ربيع قال: كنت ذات ليلة فيفراشي مع بعض جواريّ، فلمّا كان في نصفالليل سمعت حركة باب المقصورة، فراعنيذلك، فقالت الجارية: لعلّ هذا من الريح،فلم يمض إلاّ يسير حتى رأيت باب البيت الذيكنت فيه قد فتح، وإذا مسرور الكبير قد دخلعليّ فقال لي: أجب، ولم يسلّم عليّ، فيئستمن نفسي وقلت: هذا مسرور دخل عليّ بلا إذنولم يسلّم; ما هو إلاّ القتل، وكنت جنباًفلم أجسر أن أسأله إنتظاري حتى اغتسل.
فلمّا رأت الجارية تحيّري وتبلّدي قالتلي: ثق بالله عزّوجلّ وانهض، فنهضت ولبستثيابي وخرجت معه حتى أتيت الدار، فسلّمتعلى أميرالمؤمنين وهو في مرقده، فردّ عليّالسلام، فسقطت، فقال لي: دخلك رعب؟ قلت:نعم يا أميرالمؤمنين، فتركني ساعة حتىسكنت فورتي. ثمّ قال لي: سر إلى حبسي فاخرجموسى بن جعفر بن محمّد وادفع إليه ثلاثينألف درهم واخلع عليه خمس خلع واحمله علىثلاثة مراكب وخيّره بين المقام معنا أوالرحيل عنّا إلى أيّ بلد شاء وأراد.
فقلت: وما السبب في ذلك يا أميرالمؤمنين؟قال: بينا أنا في مرقدي هذا إذ دخل عليّأسود ما رأيت من السودان أعظم منه، فقعدعلى صدري وقبض على حلقي قال لي: حبست موسىبن جعفر ظالماً له؟ قلت: فأنا أطلقه وأهبله وأخلع عليه، فأخذ عليّ عهد اللهعزّوجلّ وميثاقه وقام عن صدري، وقد كادتنفسي تخرج.
فخرجت من عنده ووافيت موسى بن جعفر (عليهالسلام) وهو في حبسه، فرأيته قائماًيصلّي، فجلست حتى سلّم، ثمّ أبلغته سلامأميرالمؤمنين وأعلمته بالذي أمرني به في