نور الأبصار فی أحوال الأئمة التسعة الأبرار

محمدمهدی المازندرانی الحائری؛ مترجم: عبدالحسین الشیخ حسن الصالحی

نسخه متنی -صفحه : 456/ 40
نمايش فراداده

«38»

الخطيئة، إلى أن بعث الله يونس. فأوحىالله إليه أن: يا يونس! تولّ أميرالمؤمنينعلياً والأئمة الراشدين من صلبه، في كلامله. قال: فكيف أتولّى من لم أره ولم أعرفه،وذهب مغتاظاً، فأوحى الله تعالى إليّ أنالتقمي يونس، ولا توهني له عظماً، فمكث فيبطني أربعين صباحاً يطوف معي البحار فيظلمات ثلاث، ينادي: لا إله إلاّ أنت سبحانكإنّي كنت من الظالمين، قد قبلت ولاية عليّبن أبي طالب والأئمة الراشدين من ولده،فلمّأ أن آمن بولايتكم، أمرني ربي فقذفتهعلى ساحل البحر.

فقال زين العابدين (عليه السلام): إرجعأيها الحوت إلى وكرك، واستوى الماء.

ومن معجزاته ما روي عن الزهري قال: شهدتعليّ بن الحسين (عليه السلام) يوم حملهعبدالملك بن مروان من المدينة إلى الشام،فأثقله حديداً، ووكّل به حفّاظاً في عدّةوجمع، فاستأذنتهم في التسليم عليهوالتوديع له، فأذنوا لي، فدخلت عليه وهوفي قبّة والأقياد في رجليه والغلّ فييديه، فبكيت وقلت: وددت أنّي مكانك وأنتسالم، فقال لي: يا زهري! أو تظنّ هذا ممّاترى عليّ وفي عنقي ممّا يكربني، امّا لوشئت الخلاص ما كان عليّ بعسير، وإنّهليذكّرني عذاب الله، ثمّ أخرج يديه منالغلّ ورجليه من القيد ثمّ قال: يا زهر ى،لا جزت معهم على ذا منزلتين من المدينة.

قال: فما لبثنا إلاّ أربع ليال حتّى قدمالموكّلون به يطلبونه من المدينة، فماوجدوه، فكنت ممّن سألهم عنه، فقال ليبعضهم: إنّا كنّا نحفظه ونحرسه ولا ننامبالليل وكنّا نترصّده إذا أصبحنا وماوجدناه في مكانه إلاّ الغلّ والحديد.

قال الزهري: فقدمت بعد ذلك على عبدالملكبن مروان، فسألني عن عليّ بن الحسين (عليهالسلام)، فأخبرته، فقال لي: إنّه قد جاءنيفي يوم فقده الأعوان والحرسة، فدخل عليّفي غاية السطوة والهيبة بحيث قد خفتودخلني رعب عظيم، فقال لي: ما أنا وأنت،فقلت له: أقم عندي، فقال: لا أحبّ، ثمّ خرج،فوالله لقد امتلأ ثوبي منه خيفة.