قال الزهرى: فقلت: يا أميرالمؤمنين! ليسعليّ بن الحسين حيث تظن، وإنّه مشغولبربّه. فقال: حبّذا شغل مثله.
هذا يوم يخلّص نفسه من الحرسة ويفكّ الغلوالحديد عن يديه ورجليه، وتطوى له الأرضحتى يدخل على عبدالملك في غاية السطوةوالهيبة، وينجّي نفسه منهم، ويدخلالمدينة، ويوم آخر يضع يده على يده حتىتوضع في عنقه الجامعة ويحمل على بعيرأعجف، وتقيّد رجلاه من تحت بطن الناقة،ولعمري لولا حلمه عنهم لما استطاعوا أنيذهبوا به خطوة واحدة:
قيّدوه من حلمه بقيود
ربّ حلم يقيّدالضرغاما
ربّ حلم يقيّدالضرغاما
ربّ حلم يقيّدالضرغاما
ومن معجزاته (عليه السلام) ما ظهر منه فيدمشق الشام كما ذكر في كتاب اليد والمنبرللمرحوم المحدث الخبير الحاج ملاّإسماعيل السبزواري (رحمه الله) هو أنّهبينما كان الإمام (عليه السلام)أسيراً فيأيدي الأعداء ومعه عمّاته وأخواتهوعيالات أبي عبدالله (عليه السلام)، وقدأنزلهم يزيد في تلك الخربة، إذ مرّ بهمرجلاً صيّاد ومعه خشفة غزالة قد صادها،وهو يريد إهداءها إلى يزيد لولده حتّىيأخذ منه إنعاماً جزيلا. فوقف الصياد وهوينظر إلى السبايا والعيال، ويرقّ قلبهعليهم وهو لا يعرفهم، فلمّا نظر الأطفالإلى الخشفة تعلّقوا بعمّتهم زينب الكبرىوبكوا وقالوا: يا عمة!، ونحن نريد خشفة(غزالة) نلعب بها، قولي لهذا الرجل حتىيعطينا هذه الخشفة ونحن نستأنس بها. فبقيتزينب (عليها السلام) متحيّرة كيف تجيبهموكيف تسكّنهم، فالتفت الإمام زينالعابدين (عليه السلام) إلى الصياد وقال:أيها الرجل! أتبيع هذه الخشفة؟ قال: لا،لأنّي أريد أن أهديها إلى الأمير يزيد ـلعنه الله ـ فيثيبني على ذلك أحسن الثواب،ويعطيني أجزل العطاء ما أعيش به سنتي هذه.
فقال الإمام (عليه السلام): أعطنيها وأناأعطيك أكثر ممّا يعطيك يزيد بأضعافمضاعفة، واسمح بها حتى يستأنس بها هؤلاءالأطفال، فإنّهم أيتام صغار منكسرة