نور الأبصار فی أحوال الأئمة التسعة الأبرار

محمدمهدی المازندرانی الحائری؛ مترجم: عبدالحسین الشیخ حسن الصالحی

نسخه متنی -صفحه : 456/ 79
نمايش فراداده

«77»

ثمّ قال: ويحك! أيّهما أعظم قتل النفس أوالزنا؟ قال: قتل النفس. قال: إنّ اللهعزّوجلّ قد قبل في قتل النفس شاهدين، ولميقبل في الزنا إلاّ أربعة.

ثمّ قال: أيّهما أعظم الصلاة أم الصوم؟قال: الصلاة. قال: فما بال الحائض تقضيالصيام ولا تقضي الصلاة; فكيف يقوم لكالقياس، فاتق الله ولا تقس.

ولمّا سمعت بعض ما أودع الله في رأسكوجسدك من آثار الحكمة وغرائب القدرة التيلا يعلمها إلاّ الله والراسخون في العلم،وهو الإمام جعفر بن محمّد الصادق (عليهالسلام) وآباؤه وأولاده الكاشفون للحقائق(ويعلّمك من تأويل الأحاديث)(1) ما يزاد فيمعرفتك وبصيرتك، ونورد لك حديثاً شريفاًعن إمامك جعفر بن محمّد (عليه السلام) حتىيتبيّن لك كاملاً ما أودع الله في جسدك منصنائع القدرة وبدائع الحكمة بحيث لو فقدوعدم واحد منها، أو وضع على غير وضعهالموجود، لوقع الإختلال العظيم في حياتكوعيشك وعشرتك من الأعضاء والجوارحوالمجاري والمنافذ والشعرات والأظافير،وهذا الحديث حديث شريف قد ذكر في (البحار)و(المناقب) لابن شهراشوب:

قال الربيع: حضر أبو عبدالله (عليه السلام)مجلس المنصور يوماً وعنده رجل من الهنديقرأ كتب الطب، فجعل أبو عبدالله (عليهالسلام) ينصت لقراءته، فلمّا فرغ الهنديقال: يا أبا عبدالله! أتريد ممّا معي شيئا؟قال: لا، فإنّ معي ما هو خير ممّا معك. قال:وما هو؟ قال (عليه السلام): أردّ الأمر كلّهإلى الله عزّوجلّ واستعمل ما قال رسولالله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وهو هذا،واعلم أنّ المعدة بيت الداء، وأنّ الحميّةهي الدواء، وأعود البدن على ما اعتاد.

فقال الهندي: وهل الطب إلاّ هذا؟ فقالالصادق (عليه السلام): أفتراني من كتب الطبأخذت؟ قال: نعم. قال: لا والله، ما أخذتإلاّ عن الله سبحانه، فأخبرني أنا أعلم

(1) يوسف 6.