فلمّا قرأ الرجل ذلك قال: قد رضيت جعلنيالله فداك. فقال (عليه السلام): إنّي أخذتذلك المال ففرقته في ولد الحسن والحسين(عليهما السلام)، وأرجو أن يتقبّل الله ذلكمنك، ويثيبك الجنّة.
قال: فانصرف الرجل إلى منزله، وكان الصكمعه، ثمّ اعتلّ علّة الموت، فلمّا حضرتهالوفاة جمع أهل بيته وحلّفه أن يجعلواالصك في كفنه، ففعلوا ذلك، ودفنوه، فلمّاأصبح القوم غدوا إلى قبره، فوجدوا الصكعلى ظهر القبر مكتوب عليه: قد وفى لي واللهجعفر بن محمّد (عليه السلام). طوبى لمن عملعملا في دنياه ويشترى به مثل هذه الدارالآخرة.
وروي عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم)أنّه سمع ليلة المعراج من بطنان العرش:
فالله هو البايع والمصطفى هو الدلاّلوجبرئيل هو المنادي وصاحب هذه القبّةالحسين سيّد الشهداء (عليه السلام) لأنّالجنّة خلقت من نور الحسين (عليه السلام)على حسب ما عندنا من الأخبار، ومن أجل ذلكأنّ النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) إذااشتاق إلى رائحة الجنّة ضمّ الحسين (عليهالسلام) إلى صدره يقبّله ويشمّه ويرشفثناياه ويقول: إنّي أشمّ رائحة الجنّة منفم الحسين، وتارة يرشف ثناياه وثنايا أخيهالحسن أنّهما سيدا شباب أهل الجنّة، ولقدرأى غير واحد منهم أبو برزة الأسلمي وشهدبذلك في مجلس يزيد لعنه الله لمّا أخذاللعين قضيب الخيزران وجعل يضرب به ثناياالحسين (عليه السلام):