نور الأبصار فی أحوال الأئمة التسعة الأبرار

محمدمهدی المازندرانی الحائری؛ مترجم: عبدالحسین الشیخ حسن الصالحی

نسخه متنی -صفحه : 456/ 99
نمايش فراداده

«97»

هميانه سرق، فخرج فرأى أبا عبدالله (عليهالسلام) مصلّياً، ولم يعرفه، فتعلّق بهوقال له: أنت أخذت همياني. قال (عليهالسلام): ما كان فيه؟ قال: ألف دينار. فحملهإلى داره وأمر له بألف دينار، ذهب، فلمّاخرج الرجل ودخل منزله وجد هميانه، فعادإلى أبي جعفر معتذراً، ثمّ أخرج الدنانيرليردّه، فأبى قبوله وقال: شيء خرج من يديلا يعود إليّ. فسأل الرجل عنه، فقيل: هذاجعفر بن محمّد (عليه السلام). قال: لا جرمهذا فعال مثله.

وأيضاً من حلمه (عليه السلام) كان له غلامفبعثه في حاجة، فأبطأ الغلام، فخرج الصادق(عليه السلام) في أثره، فوجده نائما، فجلس(عليه السلام) عند رأسه وجعل يروّحه حتىانتبه، فلمّا انتبه قال: يا فلان! والله ماذاك لك، تنام الليل والنهار; لك الليل ولنامنك النهار.

وأيضاً من حلمه (عليه السلام)، قال سفيانالثوري: دخلت عليه يوماً فرأيته متغيّراللون، فسألته عن ذلك، قال: كنت نهيت أنيصعدوا فوق البيت، فدخلت فإذا جارية منجواري ممّن تربّي بعض ولدي قد صعدت في سلّموالصبيّ معها، فلمّا بصرت بي ارتعدتوتحيّرت وسقط الصبيّ من يدها إلى الأرض،فمات; فما تغيّر حالي لموت الصبي، وإنّماتغيّر لما أدخلت عليها من الرعب، ثمّ أمربإحضار الجارية وخلع عليها وقال: أنت حرّةلوجه الله، فلا بأس عليك.

وكان من عظم صبره وقوّة حلمه أن تحمّل منالمنصور ما تحمّل، وهو قادر على إطفاءشرّه وإخماد بطشه، وقد أحضره اللعينمراراً عديدة ليقتله، فكان يدعو اللهلكفاية شرّ المنصور فيكفيه الله، ولهدعوات عديدة قد ذكرت في محلّه كان يدعوبها; مرّة دعاه المنصور وطرح له سيفاًونطعاً دعا بدعاء، ومرّة وجّه به واليالمدينة إلى المنصور وكان المنصوراستعجله واستبطأ قدومه حرصاً منه علىقتله، ومرّة أخرى أمر باحضاره فلمّا بصربه قال: قتلني الله إن لم أقتلك، أتلحد فيسلطاني، وتبغيني الغوائل. قال الربيع: كنترأيت جعفر بن محمّد (عليه السلام) يحرّكشفتيه ويقرأ حتى سكن غضب المنصور.