وجیزة حول أسرار الحج

عبدالله الجوادی الطبری الآملی‏؛ مترجم: محمدجواد حجتی کرمانی

نسخه متنی -صفحه : 70/ 11
نمايش فراداده

حيث ان الحج عبادة مفروضة من اللّه علىالناس و هم محتاجون الى ان يحجوا و يعتمروافان كفروا و مردوا فان اللّه غنى عنالعالمين فضلا عنهم و عن عبادتهم. فالحجكغيره من العبادات غاية الخلق لا الخالق والحاج يتزود بحجه خير المزاد و اللّه غنىمحض لأنه نفس الغناء و محض الكمال فلايتصور له غاية زائدة على ذاته إذ لا غايةللغاية الذاتية.

و اما الصلات ففي بيان فضائل الكعبة و سننالحج و إسرارها و تأثيرها في تحرير الرقابمن الاستعباد و عتق النفوس من الاستكبار ووضع الآصار و الأغلال من الأعناق و الأيديو الأرجل و إخراج الناس من ذل الأديان إلىعز الإسلام.

الصلة الاولى في ان الكعبة مثال للعرش‏

أن الأصول القرآنية ناهضة أولا بأن لجميعالأشياء خزائن عند اللّه تبقى و لا تفنى وان نفدت و بادت تلك الأشياء حيث قال تعالىوَ إِنْ مِنْ شَيْ‏ءٍ إِلَّا عِنْدَناخَزائِنُهُ وَ ما نُنَزِّلُهُ إِلَّابِقَدَرٍ مَعْلُومٍ (سوره حجر آية 21) و قالتعالى ما عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَ ماعِنْدَ اللَّهِ باقٍ (سوره نحل 96) فلا مجاللنفاد الخزائن التي عند اللّه لان كل ماعنده فهو مصون عن الزوال و محفوظ عنالفناء.

و ثانيا بان جميع تلك الأشياء الخارجيةنازلة من تلك الخزائن الغيبية لا بنحوالتجافي المستلزم للنفاد و الزوال بل بنحوالتجلي كما قال على (ع) الحمد للّه المتجليلخلقه بخلقه. و يدل على ذلك التنزل قولهتعالى وَ ما نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍمَعْلُومٍ، حيث ينطق بان وجود تلك الأشياءفي تلك المخازن بنحو اللف و الجمع و عندالتنزل يصير بنحو النشر و القدر و الهندسة.

فمن هنا يظهر معنى قوله تعالى. قَدْأَنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساً يُوارِيسَوْآتِكُمْ وَ رِيشاً (سورة أعراف آية 26).