وجیزة حول أسرار الحج نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
متن الحكمة و ينبوع الخير و معدن البركة.فمن هنا يتبين الجمع بين قوله تعالى. ماخَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلَّالِيَعْبُدُونِ. و قوله تعالى إِنْتَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَ مَنْ فِيالْأَرْضِ جَمِيعاً فَإِنَّ اللَّهَلَغَنِيٌّ حَمِيدٌ (إبراهيم آية 8) لأنمعنى الكريمة الاولى هو بيان غاية الخلقاى الهدف السامي للمخلوق و الكمال النهائىله هو ان يصير عبدا له تعالى كما قال مولىالموحدين على بن أبي طالب (ع) «الهى كفى بيفخرا ان أكون لك عبدا» و معنى الكريمةالثانية هو بيان ان اللّه تعالى لم يكنمحتاجا الى ان يصير معبودا بحيث لو لم يعبدلبقي على نقصه و حاجته فاذا صار معبوداارتفع نقصه و سد حاجته سبحان الغنى المحضعن الفقر إلى شيء أصلا بل هو الغنىالجواد عبد أم لم يعبد.و هكذا تبين مغزى القول في بيانه تعالى:كنت كنزا مخفيا فأحببت أن أعرف فخلقتالخلق لكي اعرف. لأن معرفة اللّه تعالىكعبادته تعالى غاية الخلق لا الخالق إذالهدف انما هو للمحتاج لا للغنى و الغرضانما يتصور للناقص لا للكامل بالذات لانذاته هو الهدف لجميع ما سواه.ثم ان هناك بيانا حكيما في ضرورة الغايةلكل فعل و في تحتم الغرض لكل فيض و في كونكل فاعل انما هو يفعل لغاية ينحوها حتىيستكمل بها و يصير كاملا و اما إذا كانالكمال المحض مبدء لفيض و سببا لأمر كيفيفرض له غرض زائد على ذاته بل هو الغرضالذاتي لكل فعل و فيض كما هو المبدء الذاتيلكل اثر و خير حسبما افاده القرآن الحكيمبقوله تعالى هُوَ الْأَوَّلُ وَ الْآخِرُالآية فتبين انه تعالى هو الغاية بالذاتفلا غاية له كما انه تعالى هو الفاعلبالذات لما عداه فلا فاعل له و هو تعالىخالق كل شيء و اليه يصير الأمور (كَمابَدَأَكُمْ تَعُودُونَ).فمن ذلك يظهر سر قوله تعالى وَ لِلَّهِعَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِاسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَ مَنْكَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِالْعالَمِينَ (آل عمران 97).