ان الأرض برحبتها مسجد و طهور و كانالإنسان من أقدم الدهور يعبد اللّه سبحانهفي أي قطر من أقطار الأرض إلا ان أول موضعاختص للتعبد الشعبي و التخضع الجمعى هوالبيت الذي قد أسس على التوحيد بهندسةالوحي و عمارة النبوة و سدانة الإمامة وتطهير الخلة، حيث قال تعالى إِنَّ أَوَّلَبَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِيبِبَكَّةَ مُبارَكاً وَ هُدىًلِلْعالَمِينَ، فِيهِ آياتٌ بَيِّناتٌمَقامُ إِبْراهِيمَ (آل عمران 96).و بهذه السابقة المقدسة و السالفةالمباركة قدمت على البيت المقدس و صارتقبلة للعالمين و بذلك أجيب اعتراض اليهودعلى الإسلام عند نزول قوله تعالى فَوَلِّوَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ(سورة بقرة آية 150- 144) حيث تمسكوا بقداسةالبيت المقدس و قدمته فأجيبوا بان الكعبةالمطهرة أول بيت وضع للناس و أقدمه.و لعله لذا سميت بالبيت العتيق إذ العتيقيطلق على القديم النفيس فلا يطلق على ما لاقدمة له و كذا لا يطلق على القديم الذي لانفاسة و لا قداسة له بل انما يطلق على خصوصالقديم الذي مر عليه الدهور و لم يبله و لميدنسه شيء و لم ينجسه الجاهلية بأنجاسهاو لم يلبسه المدلهمات من ثيابها، لا انمجرد القدمة التاريخية قد أورث النفاسة وصرف السبق الزماني قد أوجب القداسة على مايراه المتوسمون، حاشا المعارف الإلهية انيعطى القداسة شيئا مر عليه الدهور فحسب وان يهب النفاسة شيئا بقي طول الدهر فقط، بلكما ان مدار الكرامة في النظام الإنسانيالإلهي هو التقوى