أن الأصول القرآنية ناهضة أولا بأن لجميعالأشياء خزائن عند اللّه تبقى و لا تفنى وان نفدت و بادت تلك الأشياء حيث قال تعالىوَ إِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَناخَزائِنُهُ وَ ما نُنَزِّلُهُ إِلَّابِقَدَرٍ مَعْلُومٍ (سوره حجر آية 21) و قالتعالى ما عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَ ماعِنْدَ اللَّهِ باقٍ (سوره نحل 96) فلا مجاللنفاد الخزائن التي عند اللّه لان كل ماعنده فهو مصون عن الزوال و محفوظ عنالفناء.و ثانيا بان جميع تلك الأشياء الخارجيةنازلة من تلك الخزائن الغيبية لا بنحوالتجافي المستلزم للنفاد و الزوال بل بنحوالتجلي كما قال على (ع) الحمد للّه المتجليلخلقه بخلقه. و يدل على ذلك التنزل قولهتعالى وَ ما نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍمَعْلُومٍ، حيث ينطق بان وجود تلك الأشياءفي تلك المخازن بنحو اللف و الجمع و عندالتنزل يصير بنحو النشر و القدر و الهندسة.فمن هنا يظهر معنى قوله تعالى. قَدْأَنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساً يُوارِيسَوْآتِكُمْ وَ رِيشاً (سورة أعراف آية 26).