الصلة التاسعة في أن حرمة الكعبة و عزتهالحرمة الحق و عزته
قد تبين في ثنايا الصلات المارة إن للكعبةحرمة تختص بها و عزة لا توجد في غيرها منالبقاع و الأبنية و ليكن يلزم الفحص عنمنشأ حرمتها و عزتها هل هي بما أنها كعبة وبيت خاص في مكان مخصوص حرام و عزيز أو ذلكبما انها مثال للحق و مجلي لظهوره و وعاءللوعى و مهبط للوحى و غير ذلك بما يحيىالحق و يموت الباطل؟ و الحاصل هل حرمتهالذاتها أو لظهور الحق منها؟.و ليعلم ان مما قام البرهان العقلي عليههو لزوم انتهاء ما بالعرض الى ما بالذاتدفعا للتسلسل و صونا عن الدور و من ذلك مايشاهد في القرآن الكريم انه و ان ينطق بانالعزة لله و لرسوله و للمؤمنين و لكن يهتفبان عزة غير الله تعالى ينتهي إلى عزته حيثيقول العزة لله تعالى و هكذا في القوة حيثينطق بقوله تعالى خُذُوا ما آتَيْناكُمْبِقُوَّةٍ و بقوله يا يَحْيى خُذِالْكِتابَ بِقُوَّةٍ و بقوله وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْقُوَّةٍ و بقوله إِنِّي عَلَيْهِ(1) الميزان ج 1 ص 303.