الجهة الاولى في ان الحج توحيد ممثل - وجیزة حول أسرار الحج نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
حيث يدل على ان الدين المشروع للأنبياءالعظام واحد لا اختلاف فيه و لا تختلف و انالأمم بأسرهم مأمورون بإقامة ذلك الدينالوحيد و منهيون عن التفرق و الاختلاف إذالأنبياء اخوة أمهاتهم شتى و دينهم واحد. وكل لاحق منهم مصدق لسابقه حتى انتهى الأمرإلى أفضلهم و خاتمهم محمد (صلّى الله عليهوآله وسلّم) الذي كان مصدقا لما بين يديه ومهيمنا اى شرفا و مسيطرا على ما تقدمه.
و اما اختلاف الشرائع و المناسك و المناهجالذي قال تعالى فيه لِكُلٍّ جَعَلْنامِنْكُمْ شِرْعَةً وَ مِنْهاجاً، فمآله ومرجعه الى التخصيص لا النسخ يعنى انالشرائط الخاصة التي يعتري المجتمعالإنساني تستدعي حكما فرعيا و قانوناجزئيا يختص بتلك الشرائط و ينقضي أمدهبانقضائها و هذا ليس من باب النسخ أصلابحيث يدل على ظهور فساد ما كان سابقا بلجميع ما ورد من الاختلافات الفرعية فيالشرائع فإنما يكون من باب التخصيصالزماني لا النسخ بمعنى ظهور نقص ما تقدمأو عيبه أو فساده و نحو ذلك لأنه تعالى حق ولا يقول الا الحق حيث قال وَ اللَّهُيَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِيالسَّبِيلَ (الأحزاب 4).
إلى هنا نجر الكلام في الأمر الأول الباحثعن الأصلين و هما كلية الإسلام و دوامه.
و اما الأمر الثاني الباحث عن كون الحج منحيث انه من المباني الهامة للإسلام صالحلتبلور ذينك الأصلين فيه فبيانه فيما يليمن الجهات:
الجهة الاولى في ان الحج توحيد ممثل
ان العبادة أية عبادة كانت يعتبر فيهاالخلوص- أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخالِصُ(الزمر 3) الا ان تجلى ذاك الخلوص في بعضهاأظهر و طرد الشرك في بعضها أقوى و اجلى و منذلك الحج حيث ان التوحيد قد تمثل به و صارهو بأسره من البدو الى الختم مثالاللتوحيد و طردا للشرك و قد جعل ترك الحجكفرا حيث قال تعالى وَ لِلَّهِ عَلَىالنَّاسِ