نحوهم فهما من المتقين الذين لا يتقبلالله بقبول حسن الا منهم.
فتحصل ان الكعبة مرفوعة القواعد علىالخلوص و مقبولة لله تعالى بالتقوى و حيثان هندستها التوحيد و عمرانها الخلوص والتقوى تشرفت بإضافتها الى الله تعالى وصارت بيت الله الذي له ما في السموات والأرض و رفيعة باذنه تعالى و يذكر فيهااسمه تعالى آناء الليل و أطراف النهار وصارت شجرة طوبى و ثمارها بيوت أَذِنَاللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَ يُذْكَرَفِيهَا اسْمُهُ من المساجد و المشاهد ونحوها.
قد أمر النبيان إبراهيم و ابنه إسماعيلعليهما السلام بتطهير الكعبة عن كل قذارةو لوث و تزكيتها عن كل رجس و رجز، قال تعالىوَ عَهِدْنا إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ أَنْ طَهِّرا بَيْتِيَلِلطَّائِفِينَ وَ الْعاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (بقرة 125) و معه لامجال لقذارة الوثن و لا للوث الوثني و لاموقع لرجس الصنم و لا لرجز الصنمي إذالعابد و المعبود كلاهها في النار: انكم وما تعبدون من دون اللّه حصب جهنم (أنبياء 98)و هذا التطهير عهد الهى لا ينال الظالم كمالا يناله الظالم بل انما يناله الخليل والذبيح و الكليم و المسيح و الحبيب و سائرالأنبياء و المرسلين عليهم أفضل صلواتالمصلين.
و هذا البيت الطاهر بما فيه الحجر الأسوديمين اللّه الذي كلتا يديه يمين «1» فلايمسها الأيدي الدنسة و كما ان القرانالكريم في كتاب مكنون لا يمسه الاالمطهرون اى لا يمس ظاهر القرآن و خطوطهالمكتوبة إلا المطهرون من الحدث و لا يمسباطنه و معارفه العليا الا المطهرون منالذنب هم الأئمة من أهل بيت الوحي حيث قال:تعالى:
إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَعَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً، كك الكعبةالطاهرة لا يطوف حولها و لا يستقبلها فيشئونه الحيوية الا الطاهرون إذ الطيبللطيب كما ان الخبيث للخبيث.
(1) الفتوحات ج 1 ص 666