و منه الحج ظهر يعرفه الناس و بطن، يرىالشاهد منهم ما لا يرونه و ينال العارفمنهم ما لا يناله غيره. و ذلك كما ان للسماءظهرا و بطنا حيث سئل ابن نباته أميرالمؤمنين (ع) كما بين السماء و الأرض قال (ع)مد البصر و دعوة المظلوم «1» فدل على انالبصر لا يرى الا ظاهر السماء و اما باطنهافلا يراه إلا البصيرة لأن المظلومالمستجير باللّه لا يدعو الا اللّه الذياوحى في كل سماء أمرها «2» و وعد الناس بانرزقهم في السماء «3» و أوعد الكفار بأنه لاتفتح لهم أبواب السماء «4» اى بواطنها وإسرارها. فتحصل ان لكل عبادة و منها الحجبطنا و سرا.
ثم ان اللّه تعالى أمر الناس ان يأخذوا ماأتاهم الرسول حيث قال ما آتاكُمُالرَّسُولُ فَخُذُوهُ «5».
ثم قال. خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ«6» و عن إسحاق بن عمار و يونس قالا سألناأبا عبد اللّه (ع) عن قول اللّه تعالىخُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ أ قوة فيالأبدان أو قوة في القلب؟ قال (ع) فيهماجميعا «7».
و اما القلب فهو القسطاس المستقيم والميزان الإلهي الذي أودعه عبده ليعلم بهماله عند اللّه تعالى حيث روى موليناالصادق عن آبائه عليهم السلام انه قالرسول اللّه صلّى الله عليه وآله: من أحب انيعلم ماله عند اللّه فليعلم ما للّه عنده«8» و هذا من غرر
(1) الميزان ج 17 ص 397 (2) فصلت 12 (3) ذاريات 22 (4) أعراف 40 (5) حشر آية 7 (6) بقرة 63 (7) المحاسن ص 261 (8) المحاسن ص 204 و 252