يهوى و يسقط (لا تطغوا فيحل عليكم غضبى ومن يحلل عليه غضبى فقد هوى).
و ما ورد عن مولينا محمد بن على الباقر (ع):لا ينبغي لأحد ان يرفع بناء فوق الكعبة «1»فكما ان الإسلام يعلو و لا يعلى عليه ككالإسلام الممثل و هو الكعبة لا يعلى عليهبناء و حيث انها قيام للناس جعلت في وسطالأرض ليكون الفرض لأهل الشرق و الغربسواء «2».
و حيث انه لا شيء أحب عند الله منالإسلام و هو متمثل في الكعبة فلا بقعة فيالأرض أحب الى الله منها و لذا ورد عنمولينا الصادق (ع) ان الله اختار من كلشيء شيئا و اختار من الأرض موضع الكعبة«3».
و السر في ذلك كله هو ان الكعبة مثال للعرشالذي منه تدبير الأشياء كلها و مؤسسة علىالتوحيد المحض و مبنية و مرفوعة علىالخلوص و طاهرة عن لوث الشرك لا يطوف حولهاالا الطاهرون و أقدم بيت وضع للناس و ميزانالحرية و مثابة للناس و أمن لهم و قيامللناس بالقسط و العدل و لذلك يقوم الدين ماقامت الكعبة و لأجله لم يختص بقوم دون قومو ليس قبيلة اولى بها من قبيلة بل و لذلك لميحكم في شيء من الفضائل المارة بأنها أيالكعبة مثابة للمؤمنين أو قيام لهم و لميخاطب المؤمنون بتعظيمها و نحو ذلك بلالخطاب أو محور الكلام في ذلك كله هو الناسبالعموم و الإطلاق من دون اى وصف و قيد كماتقدم مبسوطا.
و من أهم مظاهر تلك السعة و الدعوةالبالغة و النداء العالمي هو الحج حيث قالتعالى وَ لِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّالْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِسَبِيلًا. حيث لم يقل يا ايها الذين آمنواكتب عليكم الحج أو أقيموا الحج و نحو ذلكمما ورد في الصوم و الصلاة، بل اللسانالعالمي قد نادى بقوله وَ لِلَّهِ عَلَىالنَّاسِ كما ان الأعلام العالمي
(1) وسائل ج 9 ص 343 (2) وسائل ج 8 ص 8 (3) وسائل ج 9 ص 348