حيث انه يدل على ان للحج صورة باطنيةيتمثل بهذا إذا برق البصر و خسف القمر، وإذا التفت الساق بالساق و الى اللّه يومئذالمساق، و إذا ارتحل من الملك الى الملكوتو تبدلت الدنيا بالآخرة، و كما ان هناكعلما يبحث عن أحكام الحج من الوجوب والحرمة أو الصحة و البطلان كك هيهنا علميطوف حول حكم الحج و يسعى بين إسراره ورموزه و يغوص في لطائفة و إشاراته و يطيرفي سماء معارفه.
و حيث ان اللّه تعالى قد من على بتأليفكتاب الحج تقريرا لدراسة سيدنا الأستادآية اللّه العظمى السيد محمد المحققالداماد قده و رزقني زيارة بيته الحرام وشاهدت هناك آيات بينات و أوتيت نزرا مناسرار الحج و ألهمت نبذا من حكمه و كانالأنسب تكميل مناسك الحج ببيان معارفه وتتميم مباحث الفقه الأصغر بكرائم الفقهالأكبر الذي به يكمل الدين و تتم النعمة،فبادرت بتحرير هذه الوجيزة لتكون مدخلالتلك المباحث الهامة و تبصرة لنفسي وتذكرة لإخواني المؤمنين و زادا لسفرة الحجو راحلة لآمين البيت الحرام و محملا لكل منيأتيه رجالا و على كل ضامر يأتين من كل فجعميق و نفقة لكل من يشد الرحال اليه.
و كفى للحج بما له من الأحكام و الحكم فضلاأن أدعية شهر رمضان مشحونة بطلبه من اللّهبحيث لو قيل بان صيام ذاك الشهر و دعواتلياليه و نجاوى أسحاره و أوراد أيامهمقدمة معدة له و لإدراك ما ورد من انتسبيحة بمكة يعدل خراج العراقين ينفق فيسبيل اللّه «1» و الساجد بمكة كالمتشحطبدمه في سبيل اللّه «2» و من ختم القرآنبمكة لم يمت حتى يرى رسول اللّه (صلّى اللهعليه وآله وسلّم) و يرى منزله من الجنة «3»و ان النظر إلى الكعبة حبا لها يهدمالخطايا هدما «4» لما كان جزافا من القول.
و حيث ان اللّه ولى كل نعمة لما قال تعالىوَ ما بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَاللَّهِ «5» و هو الذي أَسْبَغَعَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَباطِنَةً، فله الحمد تعالى في تأليف تلكالأحكام و تصنيف هذه الحكم، و له الشكر فيتعريف تلك المناسك و تروية هذه المشارب وله
(1) المحاسن ص 68 و 69 (2) المحاسن ص 68 و 69 (3) المحاسن ص 68 و 69 (4) المحاسن ص 68 و 69 (5) المحاسن ص 68 و 69