وجیزة حول أسرار الحج

عبدالله الجوادی الطبری الآملی‏؛ مترجم: محمدجواد حجتی کرمانی

نسخه متنی -صفحه : 70/ 42
نمايش فراداده

و الأعصار.

فمعه يتضح الأصلان المتقدمان اى الكلية والدوام وضوح الرائعة و صلوح الحج لانيتبلور به ذانك الأصلان و الا لم يكن هدىللعالمين بل كان منهاجا لقوم خاص و هذا خلفو يشهد له قول على (ع) ألا ترون اللّهسبحانه اختبر الأولين من لدن آدم الىالآخرين من هذا العالم بأحجار لا تضر و لاتنفع و لا تبصر و لا تسمع فجعلها بيتهالحرام الذي جعله للناس قياما «1».

الجهة الثالثة في ان الحج معاد ممثل‏

قد تبين مما تقدم من الجهتين ان الحجتوحيد ممثل و كذا هو وحي ممثل و الكلام هناهو ان الحج معاد ممثل و ان مناسكه أنموذجللقيامة و الحشر الأكبر.

و بيانه بأنه كما ان الأولين و الآخرينلمجموعون الى ميقات يوم معلوم و انهميأتون اللّه فرادى كما خلقوا أول مرة و انكل أناس يدعون بإمامهم و ان لكل امرء يومئذشأنا يغنيه و انه لا ولى هناك و لا حميم وانهم من الأجداث إلى ربهم ينسلون و انه لاوزر هناك لأحد و الى ربهم المستقر و ان تدعمثقلة إلى حملها لا يحمل منه شي‏ء و لو كانذا قربى و ان كلهم آتيه يوم القيامة فردا ويفر المرء من أخيه و امه و أبيه و صاحبته وبنيه و لا خله و لا بيع و لا شفاعة هناك وبالجملة لا يجزى نفس نفسا و لا يملك نفسلنفس شيئا و الأمر يومئذ للّه.

كك الحج تمثل لحشر الناس يوم القيامة فيالساهرة التي لا نوم فيها خوفا و فزعا ولتجردهم في المعاد عن الأزياء و مظاهرالحيوة الدنيا فلا مجال لشعب ان يقولوانحن أحسن أثاثا و رئيا و لتنزههم عن زهرةالدنيا و كنوزها فلا موقع لان يقول قوم ياليت لنا مثل ما اوتى فلان كما لا مجال لأحدان يخرج في قوم بزينة و لفرارهم عن غيراللّه الى اللّه حسبما فسر قوله تعالىفَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ بالحج و لتفردهمعن الجمع و

(1) نهج البلاغة خطبة قاصعة 192