مأساة الزهراء، شبهات... و ردود

السید جعفر مرتضی العاملی

جلد 1 -صفحه : 362/ 184
نمايش فراداده

و لو كان ثمة تقيد بعدم صدور القبيح منهم لما قالوا للنبى (ص)، و هو يسمع: ان النبى ليهجر، مع ان الوازع الدينى يفترض ان يكون أقوى من وازع التقاليد و العادات.

بالاضافة الى أن اطلاق هذه الكلمة بحق النبى أدعى للصوق العار الابدى بهم، و هو أعظم من تجرؤهم على امرأة بالضرب، أو باجتياح بيتها، أو باسماعها قواذع القول، و عوار الكلام.

و خلاصة الامر: اذا كان ثمة شخص يخاف من العار فلا بد أن يخاف منه فى كل شؤونة و حالاته، أما أن يخاف من العار هنا، و لا يخاف منه هناك كما فى جرأته على رسول الله (ص) فذلك غير واضح و لا مقبول..

بل ان جرأته على العار فى مورد تجعلنا نتريث فى تكذيب ما ينسب اليه منه فى ورد آخر، فكيف اذا كان ذلك ثابتا بالادلة القاطعة، و البراهين الساطعة.

و هل يسع هذا المشكك انكار تهديدهم للزهراء عليهاالسلام باحراق الدار عليها و على أولادها؟ فهل هذا الامر ليس عارا على من هدد به؟! و هل يمكن أن يكون ضربها على خدها هو العار فقط دون سواه؟!.

ثانيا: ان هذا البعض الذى يستدل بكلام كاشف الغطاء، هو

نفسه يضع علامات استفهام كبيرة حول صحة النصوص الواردة فى نهج البلاغة، و فى غيره، اذا كانت تشير الى اى ضعف فى شخصية المرأة، و قد تحدث هذا النص المستشهد به عن هذا الضعف، فهو يقول: «فانهن ضعيفات القوى و الانفس و العقول».

و قد شكك هو نفسه فى صحة خصوص هذا النص اكثر من مرة!! فكيف يستدل هنا بأمر يرفضه جملة و تفصيلا فى مقام آخر؟!.

ثالثا: لقد ضربت بنات رسول الله (ص) بالسياط فى يوم كربلاء حين وجد الحقد الاسود الذى أعمى بصائرهم و أبصارهم، و صدهم عن التفكير بما يترتب على ذلك من عار فى الدنيا، و من التعرض لغضب الجبار فى الدنيا و الآخرة..

و هناك شواهد تاريخية كثيرة تؤكد: انه اذا وجد دافع أقوى من دافع دفع العار، فانهم لا يتورعون عن قبول هذا العار.

و نحن نذكر من الشواهد ما يلى:

1- لقد كان أحدهم يدفن ابنته فى التراب، و هى حية، مخافة ان تأكل من طعامه، و قد قال تعالى: (و اذا الموؤودة سئلت، بأى ذنب قتلت)

سورة التكوير: 8.