مأساة الزهراء، شبهات... و ردود

السید جعفر مرتضی العاملی

جلد 1 -صفحه : 362/ 299
نمايش فراداده

».

فأبوجعفر النقيب يتراجع عن موقفه بسرعة عند توجيه المعتزلى هذا السؤال الحساس اليه، رغم أنه كان قد اطلق حكمه بصورة قاطعة فى أول الامر. و لعل سبب تراجعه أنه رأى أن شيوع هذا الامر عنه سوف يتسبب له بمشاكل هو فى غنى عنها.

أنا لا أقول، بل على!

و يشبه هذه الحادثة، ما ذكروه فى مورد آخر يتميز بحساسيته و خطورته أيضا، من أن شيخا آخر للمعتزلى قد تراجع بنفس هذه الطريقة، و مع المعتزلى نفسه ايضا، لكى ينأى بنفسه عن مواجهة مشاكل لا يريد أن يواجهها.

فقد ذكر المعتزلى الشافعى: أن أستاذه ذكر له قول على عليه السلام: أن عائشة هى التى أمرت أباه بالصلاة بالناس فى مرض النبى (ص) الذى توفى فيه، قال: «فقلت له رحمه الله: أفتقول أنت: أن عائشة عينت أباها للصلاة، و رسول الله (ص) لم يعينه؟!

فقال: أما أنا فلا أقول ذلك، ولكن عليا كان يقوله، و تكليفى غير تكليفه، كان حاضرا و لم أكن حاضرا؛ فأنا جوج بالاخبار التى اتصلت بى، و هى تتضمن تعيين النبى (ص) لأبى بكر فى الصلاة، و هو محجوج بما كان قد علمه الخ...»

شرح نهج البلاغة للمعتزلى: ج 9 ص 198.